وَهمُ الانتِصار
السيّد هاشم الموسوي
قَدْ سَقَى الدِّيْنَ مِنَ النَّحرِ دِماءً ورواهْ
أرْخَصَ الرُّوحَ حُسَينٌ وَرِضَا اللهِ رِضَاهْ
قالَ لبيكَ وسَعدَيكَ ولبَّتهُ دِمَاهْ
مطمئنٌ صابرٌ مُحتَسِبٌ حِينَ ابتلاهْ
#########
جسْمُهُ مُلقىً عَلى الرَّمضاءِ في حرِّ الصعيدْ
خدُّهُ تَصْهرُهُ الشَّمسُ، وفي الطَّفِّ وَحِيدْ
وأعاديِهِ أُلوفٌ تنصرُ الطَّاغِي يزيدْ
وهوَ مَن قدْ خَصَّهُ اللهُ ب ( إنَّمَا يُرِيدْ)
#####
مُنذُ قَابِيلَ وهابِيلَ صِرَاعٌ أبَدِي
أظَننتَ أنْ يُقِرَّ اللهُ ظلمَ المُعْتدِي
وانتصارَاتُك وَهْمٌ وسَرابُ الجاحِدِ
لكَ عارٌ وشنارٌ، لكَ خزيٌ سرمدي
#####
وَاهمٌ أنتَ إذا بالجَورِ كانَ الانتصارْ
وعلى الحقِّ وبالجرمِ رُحَى الحربِ تدارْ
وبعينِ اللهِ مَا يجرِي وإنْ حلَّ الدمارْ
وأبِّيُّ الضَّيمِ يَأبَى الذلَّ... يَأبَى الانكسارْ
#####
أتقولُ: أرَأيتِ كيفَ صنعَ اللهِ فيكِ؟
أتقولُ: أرَأيتِ فِعْلَ ربِّي بِأخِيكِ
شامتًا مُستَعْليَا تجهرُ بِالقَولِ الأَفيكِ
لأهَّلُوا واستَهَّلوا بِدمِ اليومِ البَريكِ
#####
ما رَأتْ إلَّا جَميلاً إذ ترى السِّبطَ قَتِيلَا
بوسَامِ الشُّهداءِ بَلَغَ المَجدَ الأثِيلَا
كان يَحيَا مثلَ يَحيَى بطلًا شهمًا جليلَا
قَطَعُوا الرَّأسَ وظلَّ الجسمُ في التُّربِ جَدِيلَا