شعراء أهل البيت عليهم السلام - عبدُ اللَّهِ بن عَفيفٍ الأزدي

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
12407
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
03/12/2020
وقـــت الإضــافــة
10:10 مساءً

أَكْــرِمْ بِـعـبدِ الـلّـهِ رَمْــزِ الـمَـجدِ
وابـــنِ عَـفـيـفٍ الـشُّـجاعِ الأزدِي
مَــنْ كــانَ فـي مَـسجدِهِ مُـصَليَا
وسَــاجِــدًا فـــي لِـيـلـهِ ودَاعِــيَـا
قــد عَـمِـيَتْ عَـيـنَاهُ فـي الـجِهَادِ
مـــع الأمــيـرِ والـوصِـيِّ الـهَـادي
وقـــدَّمٌ الـيُـسرَى بِـيـومِ الـجَـمَلِ
فـخـلَّـدَ الـعـصـرُ عَـطـاءَ الـبَـطَلِ
وبـــعــدَ ذاكَ جـــــادَ بـالـيَـمـيـنِ
هُــو الأبــيُّ فــي رُحَــى صِـفِّـينِ
وفــي زمــانِ الـجُـبنِ والـتـخاذلِ
أعـظـمْ بــهِ مِــن ضَـيغمٍ وبـاسلِ
يَسبَحُ عَكسَ المَوجِ في العَواصِفِ
وصَـادعًـا فـي أشـرفِ الـمَواقِفِ
إذ صَـعَـدَ الـمـنبرَ طـاغـوتٌ أشِـرْ
إبــنُ زيــادٍ فــي ثـيـابِ الـمنتصِرْ
ولَـعْـلَعَ الـذئـبُ الـلـئيمُ الـنَّـاصِبي
مـتَّـهِـمًا خــيـرَ الـــوَرى بـالـكَذِبِ
فــثــارتِ الـغـيـرةُ فـــي الأبِـــيِّ
ونـــاصـــرِ الــعِــتــرةِ والــنــبـيِّ
وأعــلـنَ الـحـقَّ الـعـظيمُ الـثـائرْ
وابـــنُ عَـفـيفٍ لا يـهـابُ الـجَـائرْ
أنــــت الــكـذوبُ وكَـــذا أبُــوكـا
ومَــن عـلـى الـكـرسيِّ نـصَّـبُوكا
يــا قـاتـلَ ابــنِ الأنـبـياءِ الـطَاهرِ
أتـعـلـنُ الــزُورَ عـلـى الـمـنابرِ؟!
"أنــتَ عــدوُّ اللهِ" قــالَ غـاضـبَا
فـأغـضـبَ الـطـاغـوتَ والـمـكذِّبَا
فـانـتـفحتْ أوداجُ ذاكَ الـمـجـرمِ
مـن قـصفِ حقٍ قد أتى في كَلِمِ
فـــصـــاحَ بــالــجـنـودِ قـــيِّــدُوهُ
فــاحــتــشـدَ الأزدُ وعـــاضـــدُوهُ
وأوصـــلــوهُ سَــالـمًـا لـلـمـنـزلِ
مــن بـعدِ قـصفِ قـولِهِ الـمُزَلْزِلِ
وابــــنُ زيــــادٍ بــعـنـادِهِ أصَــــرْ
وقــد دعــا ألأعــوانَ أبـناءَ مُـضَرْ
والـقـائدُ ابــنُ الأشـعـثِ الـلـعينُ
والــهــدفُ الـمُـجـاهـدُ الأمــيــنُ
وبــعــدَ هَــــذا هَــجَــمَ الـجـنـودُ
وابــــنُ عــفـيـفٍ صَــابـرٌ يـــذودُ
عـــن نـفـسِـهِ بـسـيـفِهِ مُـقَـاتِـلا
وابــنـتُـهُ كــانـتْ تـعـيـنُ الـبَـطَـلا
عـــن الـيـمـينِ وعـــن الـشـمالِ
عــــدُّوكَ... الــخــادمُ لــلـضـلالِ
فــأوثــفـوهُ ومَـــضَــى أسِــيــرَا
وكـــانَ شـيـخًـا زاهـــدًا ضـريـرَا
لابـــنِ زيـــادٍ قــالَ قــد أخـزاكَـا
ربُّ الــــورى فـانـتـظرِ الـهـلاكَـا
وقـالَ: "فـي عُـثمانَ مـا تقولُ؟"
رد: "لـــقــد غــيَّــبـهُ الــرحــيـلُ
أحــســنَ أم أســـاءَ فـالـحـسابُ
عـــنــدَ إلــهــي ولــــهُ الــمَــآبُ
وربُّــنـا يَـقـضِي عـلـى الـخـلائقْ"
وكـــانَ ردُّ ابـــنُ الـعـفيفِ لائــقْ
ويـــا ابــنَ مـرجـانةَ كــي أريـكَـا
أخــبــركَ عــنــكَ وعـــن أبِـيـكـا
وعـــن يـزيـدٍ الـظـلومِ الـطـاغيةْ
وآلِ سُــفـيـانَ وعــــن مـعـاويـةْ
فـقـالَ: بـل تـذوقُ طـعمَ الـموتِ
مــن قـبـلِ أن أسـمـعَ أيَّ صـوتِ
فـــقــالَ: إن هــــذهِ الــشـهـادةْ
فــخــرٌ وعــــزٌّ إنــهـا الـسـعـادةْ
يـئستُ مـذ عُـميتُ أن أُسْـتَشْهَدَا
أقــــدِّمُ الـــروحَ فـــداءً لـلـهُـدَى
والــحـمـدُ لــلـهِ الـــذي حَـبَـانـي
بـــهــا ولـلـجـنَّـةِ قــــد دَعَــانــي
وقـــد مــضـى عـفـيـفُنا شـهـيدَا
صَــلـيـبُـهُ قـــــد زَرَعَ الـــــوُرودَا