لَبَّى الْحُسَينَ بنَ عَلِي
الشَّهْمُ جَونُ بنُ حَوِي
مَولَى أبِي ذرِّ الذي
قامَ بدورٍ تَضْحَوِي
لَم يَقبلِ الرُّخصَةَ في
يَومِ الفِداءِ الدَّمَوِي
وبالدِماءِ والوَفَا
ثارَ بِعزمٍ عَلَوِي
مضرَّجًا في كَربَلا
تَحتَ اللواءِ يَنضَوِي
لَم يرتَدِعْ عن نُصرةِ الْ
سِّبطِ وَليسَ يَرعَوِي
الْجِلدُ جِلدٌ أسْوَدٌ
والقَلبُ قَلبٌ تَقَوِي
دَعَا لَهُ السِّبطُ الذي
من الفِرَاقٍ يَكْتَوِي
يَا ربِّ بَيِّضْ وَجْهَهُ
يَدعو بعَطفٍ أَبَوِي
يَا ربِّ طَيّبْ رِيحَهُ
من الأرِيجِ النَّبَوِي
قَدْ سَلَّ سَيفَهُ عَلَى
جَيشُ الضَّلالِ الأُمَوِي
إنْ مَاتَ ظَامِئًا، غَدًا
من الجِنَانِ يَرتَوِي
فهو الفِدَائيُّ الأَبِيْ
والشَّامِخُ الفَذُّ القَوِيْ
في عَاصِفَاتِ كَرْبَلَا
لمْ ينحَنِ أو يَلتَوِ
Testing
اسمه ونسبه :
هو جون بن حوي مولى ابي ذر الغفاري عليه السلام من اصحاب الامام الحسين عليه السلام .
اخباره :
كان عبد اشتراه امير المؤمنين عليه السلام ,
ووهبه لابي ذر الغفاري عليه السلام فكان عنده وبعد موت ابي ذر عليه السلام وخرج معه عندما نُفي إلى (الربذة)،
فلما توفّي أبو ذر رجع إلى المدينة،
وانضمَّ إلى أمير المؤمنين (ع)،
ثم من بعده إلى الإمام الحسن (ع)،
ثم إلى الإمام الحسين (ع).
شهادته:لما خرج الإمام الحسين (ع) إلى (كربلاء) خرج جون معه، ووقف يوم العاشر من محرم الحرام أمام الإمام (ع) يستأذنه للقتال.فقال (ع) له: (يا جون إنما تبعتنا طلبًا للعافية).فوقع على قدميه (ع) يقبلهما ويقول:
أنا في الرخاء ألحس قصاعكم،
وفي الشدة أخذلكم، حتى أذن له الإمام (ع).فخرج جون إلى القتال وقاتل،
فقتل جماعةً حتى استشهد مع الإمام الحسين (ع) في (كربلاء)،
في يوم العاشر من محرم الحرام عام (61 ه).وقد دعا له الإمام الحسين (ع) بعد مصرعه بهذا الدعاء:
(اللَّهُمَّ بَيِّض وجهه، وطَيِّب رِيحه، واحشره مع الأبرار).
كان جون منضما إلى آل البيت (عليهم السلام)
بعد أبي ذر فكان مع الحسن (عليه السلام)وبعده مع الحسين (عليه السلام)وصحبه في سفره إلى العراق وكان دائما بخدمته .
وفي يوم العشر من المحرم قال له الحسين (عليه السلام):
ياجون أنت في إذن مني ، إنماتبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا.
فوقع جون على قدمي أبي عبد الله (عليهالسلام) يقبلهما ويقول:
(يابن رسول الله أنا في الرخاء الحس قصاعكم وفي الشدةأخذلكم؟ والله إن ريحي لنتن وان حسبي للئيم وان لوني لأسود فتنفس لي بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني، لا والله ، لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم.)
ثم خرج إلى القوم وهو يقول:
كيف ترى الكفار ضرب الأسود بالسيف ضربا عن بني محمد
أذب عنهم باللسان واليد أرجو به الجنة يوم المورد
ولم يزل يقاتل حتى قتل منهم خمسة وعشرون رجلا ثم قتل.
جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري
هو جون بن حوي إشتراه الإمام علي عليه السلام بمائة وخمسون دينارا من الفضل بن العباس بن عبد المطلب وأخذ بيده وسلمه إلى أبي ذر الغفاري واهبا إياه له ليخدمه، ومن هنا أخذ جون تعلم الإسلام من جديد على يد أصدق الناس لهجة وهو أبوذر الغفاري وظل معه إلى أن توفي،
وبعدها عاد جون إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام وكان معه وتحت رعايته ورعاية الحسنين عليه السلام إلى أن مرت الأيام واستشهد الإمام علي عليه السلام واستشهد الإمام الحسن عليه السلام وجون لا يزال في هذا البيت الطاهر إلى أن كانت رحلة الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء،
وكان في كربلاء للعبيد والموالي مواقف الأحرار بينما كان للأحرار ظاهرا مواقف العبيد وهذا ما أثبته جون عندما قال له الإمام الحسين عليه السلام:
يا جون إنك إنما تبعتنا طلبا للعافية فأنت في إذن مني.
لكن جون رفض وأبى إلا أن يبقى مع الإمام الحسين عليه السلام ويصيبه ما اصاب الإمام مما يبين أن جون كان ينطلق من منطلق موقع الوفاء الأخلاقي أولا ومن موقع البحث عن الجنة من خلال الشهادة مع الإمام الحسين لا من موقع أن العبيد والموالي يتبعون ساداتهم ما داموا أحياء،
فها هو يقاتل مع الإمام حتى قتل رضوان الله عليه فوقف عنده الحسين عليه السلام وقال:
اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم.