شعراء أهل البيت عليهم السلام - نزيف الصلاة

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2458
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
08/09/2013
وقـــت الإضــافــة
12:55 صباحاً



الــــــــمــــــــســــــــتــــــــهـــــــل
مـــــــــــــــن دم الــــمــــرتـــضـــى
تـــــــــنــــــــزفُ الـــــــــصــــــــلاة
قـــــــــــد هـــــــــــوى عــــــلـــــيُ
قـــــــــــد هـــــــــــوى عــــــلـــــيُ



الــــــفـــــقـــــرة الأولــــــــــــــــى:

فـــــــــــي لــــيــــلـــة الـــــقـــــدرِ
دمُ الــــــــهـــــــدَى يــــــــجـــــــري
مــن رأس خـيـرِ الأوصـيا ونـسمعُ الآهْ

فــــــــــي غَـــــلَـــــسِ الــــفـــجـــرِ
بــــــضــــــربــــــةِ الـــــــــغــــــــدرِ
قــد جــاءَ أشـقـى الأشـقـياءِ بـخطاياهْ

ســـــالـــــتْ عـــــلــــى الـــنـــحـــرِ
مــــــــــن شــــيـــبـــةِ الــــطُـــهْـــرِ
أواهُ مـــا أغــلـى دمــاهُ فــي مـصـلاه

فـــــــقــــــائــــــدُ الـــــــــغـــــــــرِّ
وحـــــــــافــــــــظُ الـــــــــســــــــرِّ
وارثُ كـــل الأنـبـيـاءِ قـــد لــقـى اللهْ

وفـــي الـمـحـرابِ قـــد خــرَّ شـهـيدا
وفـــي الـجـنـانِ قـــد صـــارَ سـعـيـدا
ولـــيـــدُ الــكــعـبـةِ خـــيــرُ الــبــرايـا
خـــتــامُ دربِـــــهِ كـــــان الــسـجـودا
هــــو الــعـابـدُ فــــي الـظـلـمةِ لــيـلا
وفـــي الـبـأسـاءِ قـــد كـــان شــديـدا
إمــــــامٌ طـــلَّـــقَ الــدنــيــا ثـــلاثـــاً
وكـــــان الــحـاكـمَ الــبــرَّ الــرشـيـدا

وعــــــــــن الــــدنـــيـــا رحــــــــــلْ
يــــــــا لـــــــهُ خــــطـــبٌ جــــلـــلْ
قــد بـكـى جـبـريلُ فـي أفْـقِ الـسماءِ

قــــــمـــــرُ الــــخـــيـــرِ أفــــــــــلْ
ومـــــضــــى خـــــيــــرُ الـــعـــمـــلْ
ومــضــى الــبـكَّـاءُ شــيــخُ الأتــقـيـاءِ

وبــــــــــهِ الـــــديـــــن اكـــتـــمـــلْ
حـــيـــنــمــا الـــــنـــــصُّ نَــــــــــزَلْ
أوجـــبَ الـتـبـليغَ فـــي أمـــر الـــولاءِ

وهــــــو فــــــي الـــحـــربِ بـــطــلْ
فــــــــي الـــشـــمــوخِ كــالــجــبــلْ
حــيـنـمـا حـــلَّــت أعــاصـيـرُ الــبــلاءِ





الــــــفـــــقـــــرة الــــثــــانــــيـــة :

مـــــــــن خـــطــبــنــا الـــعـــاصــفْ
مــــــــــن هـــمِّـــنـــا الـــــزاحــــفْ
نـعـيشُ لـوعـةَ الأسـى والـقلبُ نـيرانْ

إمــــــامُــــــنـــــا الــــــــعــــــــارفْ
بــــــجـــــرحِـــــهِ الــــــــنــــــــازفْ
في سجدةِ العشقِ التي تُكسى بعرفانْ

مــــــــــن ضـــــربــــةِ الـــــزائــــفْ
بــــســــيــــفِـــهِ الـــــخـــــاطـــــفْ
إبـلـيسُ قــد مُـثِّـلَ فــي هـيئةِ إنـسانْ

فـــــــــــي غــــــيِّـــــهِ عـــــاكـــــفْ
بــــــصــــــوتِـــــهِ هـــــــــاتــــــــفْ
بـصـرخة الـضـلالِ قــد جــاءَ بـعـدوانْ

بـــيــوتُ اللهِ قـــــد مُـــــدَّتْ إلــيـهـا
يــــــدُ الــطــاغــوتِ تـــبَّـــاً لــلأثــيـمِ
ومــــن أظــلــمُ مــمـن صـــدَّ عـنـهـا
بــــهــــدمٍ أو بــــعــــدوانٍ لـــئـــيــمِ
دمُ الـــكــرارِ قـــــد صـــــارَ مــبـاحـاً
بــبــيــت اللهِ والــشــهــرِ الــكــريــمِ
فـــتــبَّــاً أيُّــــهـــا الأوغـــــــادُ تـــبَّـــاً
لــكُـمْ مـــن ذلـــكَ الــجـرمِ الـعـظيمِ

والإمـــــــــــامُ قــــــــــد عـــــبـــــدْ
ربَّــــــــــهُ الـــــفـــــردَ الـــصـــمـــدْ
كــــان كــــلُّ لــحـظـةٍ لــــهُ عــبــاده

والــــــفــــــدائـــــيُّ رقــــــــــــــــدْ
فــــــــي الــــفِــــراشِ واســـتـــعــدْ
أرخــصَ الــروحَ لـكـي تـبـقى الـقيادة

مـــــــــبـــــــــدأٌ ومـــــعــــتــــقــــدْ
(قــــــــــل هـــــــــو الله أحـــــــــدْ)
ســجَّـلَ الـتـاريخُ فــي الـخُـلْدِ جـهـادَه

وارتـــــقــــى حـــــيــــن ســـــجــــدْ
وعــــــــلــــــــى اللهِ وفـــــــــــــــدْ
بــوسـامِ الـمـجدِ فــي دربِ الـشـهادة


الــــــفـــــقـــــرة الــــثــــالــــثــــة:

مــــــــن بــــعـــدَ مـــــــا صــــلَّـــى
قـــــــــــــــــدْ ودَّعَ الأهـــــــــــــــــلا
وراح يــتـلـوا لــهــمُ كــــلَّ وصــايــاهْ

إنَّ الــــــــدمــــــــا أغــــــــلــــــــى
لا تــــغــــضـــبـــوا الـــــمـــــولــــى
لا تـسـفكوا الـدمـا فـذاك يُـغضب اللهْ

مَــــــــــــنْ دبَّـــــــــــر الــــقــــتـــلا
فـــــطــــبِّــــقــــوا الــــــــعــــــــدلا
ولـتـضـربوهُ ضــربـةً، لا ظــلـمَ يـلـقاهْ

لا تـــــجــــعــــلــــوا الــــــــغِّــــــــلا
يـــــــــــــورثــــــــــــكــــــــــــمْ ذِلا
فـالحقدُ فـي النفوسِ قدْ أردى ضحاياهْ

وطـــاف طــائـفٌ فــي الـنـفسِ عـمـا
ســيــجـري لــبــنـي طــــه الــكــرامِ
غـــــداً ســـــوف يـــلاقــون عـــذابــا
وقـــتـــلاً بـــعــدَهُ حـــــرقُ الــخــيـامِ
ويـمـشي الـركـبُ فــي الأرض سـبـايا
يـعـانـي الــبـؤسَ مــن جــور الـنـظامِ
وفـــي الـسـجـنِ لــهـم شــرُ سـيـاطٍ
وفــــي الأغـــلالِ فـــي ذاكَ الــظـلامِ

مــــــحـــــنٌ بـــــعـــــدَ مـــــحـــــنْ
ولـــــقـــــدْ سُـــــــــمِّ الـــحـــســـنْ
ولـــقــد ذاقَ مــــن الــمــرِّ كــؤوســا

بــــــالــــــبـــــلاءِ يُـــــمــــتــــحــــنْ
عـــــمـــــرُهُ كــــــــــان الـــثـــمـــنْ
إنـــه قـــد واجــه الـحـربَ الـضـروسا

ولــــــقـــــد عــــــــــاد الـــــوثـــــنْ
حـــاكـــمـــاً عـــــلــــى الــــوطــــنْ
يُــزهِــقُ الــــروحَ ويـحـتـزُّ الــرؤوسـا

مـــــــن تُـــــــرى يــحــكــمُ مــــــنْ
يـــــــــا طـــواغـــيـــتَ الـــــزمــــنْ
مــنـذ أن جـئـتمْ غــدا الـدهـرُ عـبـوسا



الــــــفـــــقـــــرة الـــــرابـــــعـــــة:


لا تُــــــخـــــبـــــروا زيــــــــنــــــــبْ
عــــــمَّـــــا جــــــــــرى لــــــــــلأبْ
فـقـلبُها مـجـروحُ مـنـذُ مـحـنةِ الـبـابْ

فــــــإنــــــهــــــا تــــــنــــــحــــــبْ
ودمــــــعُـــــهـــــا يُــــــســـــكـــــبْ
عـلـى جـنينٍ خـرَّ سُـقطاً فـوقَ أعـتابْ

إمــــــامُــــــنـــــا يُــــــخْـــــضَـــــبْ
ودَمُــــــــــــــــــهُ يــــــنــــــصَّـــــبْ
وقـلـبُـهـا مــعــذَّبٌ مــــن الــبـلا ذابْ

رحــــــيــــــلُــــــهُ قــــــــــــــــــرَّبْ
ورزؤهـــــــــــــــا الأصــــــــعـــــــبْ
إذا رأتْــهُ فــي تـرابِ الأرضِ قـد غـابْ

وفـــــي فـــراشــهِ كــــانَ مــسـجَّـى
كـــــأنَّ الـــكــونَ بـالـمُـصـابِ رُجَّــــا
رأتـــــهُ وهـــــو يُــوصــي بـالـيـتـامى
وكــــلُّ مَــــن أتــــى بـالـنـوحِ ضــجَّـا
عــلــيُّ يــــا أبــــا الأيــتــام مــــن ذا
لــهـمْ مـــن بــعـدِ أن تــرحـلَ يُـرجـى
لــقــدْ كــنــتَ لــهــمْ خــيــرَ مـعـيـنٍ
رســمــتَ بــالـهـدى لـلـخـيـرِ نــهـجـا

كــــــانَ يُـــوصـــي مــــــن حـــضــرْ
حـــــيـــــنَ كــــــــــانَ يُـــحــتــضَــرْ
بــالـصـلاةِ كــــانَ يــوصــي بـالـجـهـادِ

وبـــــــــآيــــــــاتِ الــــــــسِــــــــوَرْ
والـــــكـــــتـــــابِ الـــــمـــــدَّخـــــرْ
وبــقــولِ الــحــقِّ مـــا بــيـن الـعـبـادِ

بــــالــــصـــلاحِ قــــــــــد أمــــــــــرْ
حـــيـــنــمــا حـــــــــان الـــســـفـــرْ
طُــوِيــتْ صـفـحـةُ نــبـراسٍ وهـــادي

حُـــــمِــــلَ الـــنـــعـــشُ الأغـــــــــرْ
فـــــــــوقَ أكـــــتــــاف الـــبـــشـــرْ
وكــــذا الأمــــلاكُ بــالـحـزنِ تــنــادي