يا مَن أتينا مسجدَكْ=ما خاب من قد قصدَكْ
ماذا وجدْ من فقدَك؟=ماذا فقدْ من وجدَك؟
لباكَ في البيتِ العتيقْ=من جاء من فجٍّ عميقْ
حيث القلوبُ تستفيقْ=أيا شفيقُ يا رفيقْ
ما بين خوفٍ ورجاء=توجهت نفسي
تهفو لربٍ يُرتجى= في الحرمِ القُدسي
أغرقني ذنبيَ في=مستنقعِ البؤسِ
صارَ البكاءُ راحتي=وسجدتي أنسي
أيا حبيب التائبين=يا أمل المستغفرين
إنْ كنتُ أشقى المذنبين=فأنتَ خيرُ الراحمين
عبدُكَ في البيتِ الحرامْ=ما بين ركنٍ ومقامْ
جاءَ بآثامٍ عظامْ=فاكتب لهُ حُسنَ الختام
ربَّاهُ من لي سيدي=في ظلمةِ القبرِ
في يومِ بعثي أحشرُ=وزري على ظهري
إنْ عشتُ أهوالَ البلا=في الحشرِ والنشرِ
واسوَّدَ وجهي في الملا=وافتُضِحَ أمري
ويلي من اليومِ العظيمْ=إذا أتيتُ للجحيمْ
إذا سقيتُ من حميمْ=سأستغيث بالرحيمْ
أنت الكريمُ والرؤوف=ونحنُ مولاي الضيوفْ
أملنا حين نطوفْ=أن يغفر الربُّ العطوفْ
طأطأتُ رأسي خجلا=والحزنُ في صدري
قلبي قسى ثمَّ قسى=أصبحَ كالصخرِ
عينايَ قد جَمَدَتا=والدمعُ لا يجري
فاسترْ عيوبي سيدي=يا عالمَ السرِّ
من للعطايا يُقصدُ=مَن يعبدُ ويُحمدُ
هل يطردُ من يسجدُ=الراحمُ المتوددُ
جئتُك أبكي بالضجيجْ=ما بين أفواج الحجيجْ
أسمعُ أصوات النشيجْ=حيثُ البكاءُ العجيجْ
أغتسلُ غسل الهدى=غسلا من الذنبِ
وأرتجي أن ينطوي=جرمي من القلبِ
وأبدأُ بصفحةٍ=بيضاءَ بالحبِّ
وباسمك يا راحمي=سارت خطى دربي
الربُّ قد أمهلنا=والذنبُ قد كبَّلنا
وعطفكَ أخجلنا=وعفوكَ ظللنا
Testing
27 ذو القعدة 1433ه
كتبت على لحن للرادود الحاج صالح الشيخ ولكن لم يوفق لأدائها وإنشادها لحد الآن