سيلٌ من الترحيبِ يأتيكَ إذا أتيتَهُ= كأنَّما ضيفٌ من السَّماءِ جاءَ بيتَهُ
ينشرحُ الصَّدرُ إذا أتاهُ شيخٌ هرِمُ= أو طفلة ٌ صغيرةٌ أو زائرٌ مُبتسمُ
وقلبهُ المفتوحُ للناس يُحبُ أن يَرى= أحبةً جاءوا لهُ بما تُعانيهِ القُرى
مجلسُهُ كقلبهِ المفتوحِ للناس وفي = عصف الرزايا ستراهُ الصادقَ البرَ الوفي
يسألُ عن هذا وذا فكلُهمْ أبناؤهُ= وجرحُهم من جرحهِ عناؤهم عناؤهُ
فذاكَ مسجونٌ وذا معذَّبٌ أتى وذا= أبُ الشهيدِ جاءَ يشكو ما يلاقي من أذى
وذا فقيرٌ معدمٌ جاء ليقضي حاجتَهْ= وذاك في علتهِ أتى ليشفي علتَهْ
يكثر من قول عزيزي وحبيبي وأخي= واليدُ تشتدُّ إذا ما صافحتْ لا ترتخي
قد سُمِّيَ الأبُ الحنونُ والورى تشهدُ لهْ= بأنهُ صاحبُ تلكَ العمةِ المبجله
إن قلتَ لي:صفهُ، أقولُ: القطبُ والناس الرحى= إن فرح الجمريُّ فالناس تعيشُ الفرحا
أو عاش في أسىً فكلُّ الناس تبقى في أسى= لأنهُ الشيخُ الذي في شاطئ الشعبِ رسى
... أذكرُ قصةً جرتْ من بعدِ خطبةٍ لهُ= يسألنا عنها وما كانَ عليهِ ولهُ (1)
تواضعٌ محبةٌ صبرٌ وعلمٌ وتُقى= بهذه الخصالِ قد نال المعالي وارتقى
في كل منبرٍ لهُ ذكرى وصوتٌ وصدى= في كل قريةٍ له نورٌ وعلمٌ وهدى
قد كانَ للخيرِ وللإصلاحِ خيرَ داعيه= ورجلُهُ لخدمةِ المحرومِ دوماً ساعيه
وعينهُ ساهرةٌ ونفسهُ في تعبِ= وجِسْمُهُ واهٍ من الآلامِ والمصاعبِ
مضى ولكنْ قد نمى الخيرُ الذي قد غرسَهْ= والخيرُ يجري في مصبِّ مؤمنٍ قد أسَّسهْ
Testing
(1) بعد صلاة الشيخ في مسجد الإمام الصادق في القفول كنت مع أخي سيد هادي والشيخ في السيارة، وقال لنا أخي سيد هادي في حضور الشيخ: الشيخ يسألكم عن رأيكم في كلمته التي ألقاها في المسجد وهو مستعد لسماع أي ملاحظة أو نقد منكم، وهذا دليل على تواضع الشيخ برغم من عظيم منزلته.