علي والكعبة
السيّد هاشم الموسوي
أتى وليدُ الكعبةِ الطاهرُ=أكرمْ بهِ إنْ جاءَنا يفخرُ
وحقَّ للكعبةِ إنْ فاخرتْ=بهِ فقدْ باركَها حيدرُ
مَنْ مثلُهُ بينَ الأنامِ ومَنْ=هو الطَهورُ ا لطاهرُ الأطهرُ؟
جدارُها شُقَّ وفي جوفِهَا=أحلى المعاني للورى تظهرُ
مقامُ إبراهيمَ في سطحِها=مباركٌ مقدَّسٌ طاهرُ
وروحُ إبراهيمَ في روحِهِ=وعزمُهُ في عزمِهِ ظاهرُ
ومركزُ التوحيدِ أحجارُهَا=وقلبُهُ الموَّحِّدُ الطائرُ
يطوفُ فيها الناسُ في طهرِهم=وفي فناها ذنبُهمْ يغفرُ
وهوَ إذا طافت عقولٌ بهِ=أنارها المدادُ والمنبرُ
وهي إذا قستَ بها غيرَها=فإنها الأبرز ُوالأجدرُ
وهوَ إذا قستَ بهِ غيرَهُ=فكلُّ ندٍ غيرهُ أصغرُ
وقلبُهُ عرشُ الإلهِ بهِ=وإنَّهُ الذاكرُ والشاكرُ
وهو إذا صُبَّ البلاءُ صبَّاً=عليهِ فهو الثابتُ الصابرُ
وهوَ إذا جئتَ إلى علمِهِ=تسيلُ من لسانِهِ الأبحرُ
كلامُنا تربٌ وطينٌ وفي=كلامِهِ الألماسُ والجوهرُ
والجيلُ بعدَ الجيلِ يأتي فلا=يفنى كلامُهُ ولا يُقبَرُ
أخفى محبوهُ سنا فضلِهِ=خوفاً من الباغينَ أن يبطروا
وهكذا أخفى معادوهُ ما=جَاءَ من الفضلِ كما زوَّروا
وأظهرَ الخالق من فضلهِ=ما يملأُ الدنيا ولا يحصرُ
وهل تُزاحُ الشمسُ أو تنطفي؟=أم كيفَ يخفى القمرُ الزاهرُ؟
نورُ عليٍّ نورُ ربي فهل=يُطفى بأفواهِ الأولى كابروا؟
في قلبي الحسرةُ يا سيدي=والوجعُ الضاربُ والخنجرُ
أأنت مَنْ تَنْهى ولا يُنتهى؟=أأنتَ تُعصى حينما تأمرُ؟
أأنت مَنْ قدَّمكَ اللهُ في=كتابِهِ لكنَّهمْ أخروا؟
أأنت من تُقتلُ يا سيدي=ويُقتلُ الشبيرُ والشبّرُ ؟
وآيةُ التطهيرِ في حقِّكم=جاءت وَقدْ أنزلت الكوثرُ
أأنت مَن قد جاءَهُمْ مصلحاً=حينَ غزا قلبَهُمُ المنكرُ
وجيَّشوا الجيوشَ حرباً على =مَنْ خضعتْ لسيفِهِ خيبرُ
ودُّ ذوي القربى أتاهم فما=ودوا ولكنْ نزف المنحرُ
قد حَرموا قرباهُ من قربِهِ=وَشُردوا في الأرضِ بل حُوصروا
وذاقوا الويلاتِ لما أتى=حكمُ بني أميةَ الجائرُ
فيُحرمُ الضعيفُ من حقِهِ=وصاحبُ الكرسيِّ يستأثرُ
يغرقُ في بحرِ المعاصي وفي=بحرِ الدماءِ دائماً يُبحرُ
قد أُبعدَ العترةُ عن حقِهم=وحكَّموا الطليقَ أو وَزَّروا
فهل يُرى للعدل من موضعٍ=حينَ عتى الطغاةُ واستكبروا