أتى وليدُ الكعبةِ الطاهرُ=أكرمْ بهِ إنْ جاءَنا يفخرُ وحقَّ للكعبةِ إنْ فاخرتْ=بهِ فقدْ باركَها حيدرُ مَنْ مثلُهُ بينَ الأنامِ ومَنْ=هو الطَهورُ ا لطاهرُ الأطهرُ؟ جدارُها شُقَّ وفي جوفِهَا=أحلى المعاني للورى تظهرُ مقامُ إبراهيمَ في سطحِها=مباركٌ مقدَّسٌ طاهرُ وروحُ إبراهيمَ في روحِهِ=وعزمُهُ في عزمِهِ ظاهرُ ومركزُ التوحيدِ أحجارُهَا=وقلبُهُ الموَّحِّدُ الطائرُ يطوفُ فيها الناسُ في طهرِهم=وفي فناها ذنبُهمْ يغفرُ وهوَ إذا طافت عقولٌ بهِ=أنارها المدادُ والمنبرُ وهي إذا قستَ بها غيرَها=فإنها الأبرز ُوالأجدرُ وهوَ إذا قستَ بهِ غيرَهُ=فكلُّ ندٍ غيرهُ أصغرُ وقلبُهُ عرشُ الإلهِ بهِ=وإنَّهُ الذاكرُ والشاكرُ وهو إذا صُبَّ البلاءُ صبَّاً=عليهِ فهو الثابتُ الصابرُ وهوَ إذا جئتَ إلى علمِهِ=تسيلُ من لسانِهِ الأبحرُ كلامُنا تربٌ وطينٌ وفي=كلامِهِ الألماسُ والجوهرُ والجيلُ بعدَ الجيلِ يأتي فلا=يفنى كلامُهُ ولا يُقبَرُ أخفى محبوهُ سنا فضلِهِ=خوفاً من الباغينَ أن يبطروا وهكذا أخفى معادوهُ ما=جَاءَ من الفضلِ كما زوَّروا وأظهرَ الخالق من فضلهِ=ما يملأُ الدنيا ولا يحصرُ وهل تُزاحُ الشمسُ أو تنطفي؟=أم كيفَ يخفى القمرُ الزاهرُ؟ نورُ عليٍّ نورُ ربي فهل=يُطفى بأفواهِ الأولى كابروا؟ في قلبي الحسرةُ يا سيدي=والوجعُ الضاربُ والخنجرُ أأنت مَنْ تَنْهى ولا يُنتهى؟=أأنتَ تُعصى حينما تأمرُ؟ أأنت مَنْ قدَّمكَ اللهُ في=كتابِهِ لكنَّهمْ أخروا؟ أأنت من تُقتلُ يا سيدي=ويُقتلُ الشبيرُ والشبّرُ ؟ وآيةُ التطهيرِ في حقِّكم=جاءت وَقدْ أنزلت الكوثرُ أأنت مَن قد جاءَهُمْ مصلحاً=حينَ غزا قلبَهُمُ المنكرُ وجيَّشوا الجيوشَ حرباً على =مَنْ خضعتْ لسيفِهِ خيبرُ ودُّ ذوي القربى أتاهم فما=ودوا ولكنْ نزف المنحرُ قد حَرموا قرباهُ من قربِهِ=وَشُردوا في الأرضِ بل حُوصروا وذاقوا الويلاتِ لما أتى=حكمُ بني أميةَ الجائرُ فيُحرمُ الضعيفُ من حقِهِ=وصاحبُ الكرسيِّ يستأثرُ يغرقُ في بحرِ المعاصي وفي=بحرِ الدماءِ دائماً يُبحرُ قد أُبعدَ العترةُ عن حقِهم=وحكَّموا الطليقَ أو وَزَّروا فهل يُرى للعدل من موضعٍ=حينَ عتى الطغاةُ واستكبروا

Testing
عرض القصيدة