واللهِ مَا هزَّتِ التَّاريخَ فاجعةٌ
ولا جَرَتْ فيهِ بالأرزاءِ واقِعةٌ
ولم تكنْ للأسى في الأرضِ جَامعةٌ
ولا بَصَرْتُ ولا أُذنَيَّ سَامِعةٌ
رَزِيَّةً كرَزايا يومِ عَاشورِ
####
إذْ كانَ نورُ الهدى في التربِ مُنْعفِرًا
وَخَدُهُ من لَهِيبِ الشَّمسِ مُنْصَهِرًا
فِسطَاطُهُ بِلَظَى الأعداءِ مُستَعرًا
يَومٌ حَدَى في بني الزَّهراءِ مُزدَجِرًا
حَادي المنايا بترويحٍ وتبكيرِ
####
وقبضةٌ من دَمِ الطفلِ التي رُفِعَتْ
إلى السَّماءِ وما من قَطرةٍ رَجَعَتْ
ملائكُ اللهِ من مَأسَاتِهِ فُجِعَتْ
يَومٌ بِهِ ثُلَّ عَرشُ اللهِ وانصَدَعَتْ
من عَالمِ القُدْسِ أفلاكُ التَّداويرِ
####
كانت دِماهُ على البَوغَاءِ سَائلةً
ملقًى عليهِ تدورُ الخيلُ جَائِلةً
وأصبحت شَفةُ الظمآنِ ذَابلةً
يَومٌ بِهِ أضحتِ الزَّهراءُ ثَاكلةً
بشوقِ قَلبٍ بنارِ الحُزنِ مَسعُورِ
####


مُصابُهُ شَبَّ في أحشَائِنا لَهَبًا
إنَّ السما زُلْزِلَتْ من رزئِهِ غَضَبًا
أيُذبحُ السبطُ بعدَ المُصطَفى، عَجَبًا
يَومٌ بِهِ أصبحَ الإسلامُ مكتئبًا
وقد أُصيبَ بجرحٍ غيرِ مسبُورِ
####
ماذا أقولُ؟ وماذا قد تخطُّ يدي؟
ونَارُ فسطاطِهِ قد أحرَقَتْ كَبِدِي
أبكيهِ من لوعتي بالدَّمعِ للأبدِ
لو أنَّ في كلِّ عُضوٍ من قِوى جَسَدِي
عَينٌ تَصبٌّ لمَا جاوزتُ تَقصِيري
####
تقدَّمَ السبطُ لمَّا لم يَجدْ سندًا
ولا معينًا بهِ يَقوَى ولا عَضُدًا
يقاومُ الظُلمَ والأشرَارَ منفردًا
أضحى يَحثُّ السُّرى والسيرَ مُجْتهدًا
لأمرِ عُرفٍ وَنَهيٍ عَن مَناكيرِ
####
وهم ألوفٌ أعدَّ الجَورُ جندَهُمُ
بالنحرِ والصدرِ خيرُ الخلقِ صَدَّهُمُ
وبالدماءِ ونزفِ الجُرحِ ردَّهُمُ
وظلَ سبطُ رسولِ اللهِ بعدَهُمُ
يلقَى الجيوشَ، بقلبٍ غيرِ مذعورِ


Testing
عرض القصيدة