جَاءَ أبو ذَرٍ إلى الكَعبةِ وإنَّهُ صَاحِبُ قَلبٍ طَهُورْ وقالَ للنَّاسِ هَلمُّوا فَقَدْ شعَّ لكُمْ مِن حِكْمَةِ القلبِ نُورْ يا أيُّها النَّاسُ أنا جُندُبٌ ومن غِفَارٍ نَسبِي والجُذورْ أنصحُكُم فاستَمِعوا حِكْمَتِي وَفَازَ في الدُنيا تَقيٌّ وَقُورٰ إنْ سافرَ المرءُ إلى بَلدةٍ فزادُهُ الماءُ وبعضُ التُمُورْ فَهلْ تَزودتُمْ لِيومٍ بِهِ يَنفعُ تَقَواكُمْ ويُخزِي الفُجُورْ صُومُوا بِيومٍ حرُهُ فَائِقٌ كَي تُطْفِئوا النِيرَانَ يَومَ النُشُورْ حُجُّوا فَحَجُّ المَرْءِ يَكْفِيهٍ مِنْ مِحنَتِهِ وَمِنْ عَظِيمِ الأُمُورْ صَلُّوا صَلاةَ اللَّيلِ في خَلْوةٍ بِها تُضِيئُونَ ظٌلامَ القُبورْ قُلْ طَيبَ القَولِ وأمسِكْ إذَا أرَدتَ قَولَ السُوءِ أو مَا يَبُورْ ثَلاثَةٌ دَرَاهِمُ المرْءِ، مَا انْفَقْتَهُ لِلهِ كَنزُ العُبُورْ لجنَّةِ اللهِ ورضوانٍهِ مُتكأً تَحيَا بأحْلَى القُصُورْ ودِرهَمِ الحَلالِ أنفَقتَهُ عَلى العِيالِ أو لِضَيفٍ يَزُورْ والدِرهَمُ الثالثُ دَعهُ ولا تُنفِقْهُ للحَسرةِ أو للثُبورْ واجعلْ من الدُنيا كلامًا بِهِ تَنالُ في الأُخرَى جِنانًا وحُورْ قُل طيِّبَ القَولِ تَنلْ خَيرَهُ ونورُهُ يَشعُّ بَينَ السُطورْ سِجِلُ أعمالِكَ تَزهُو بِهِ يَبدو على وَجهكَ نورُ السُرورْ ودَعْ كلامًا نارُهُ تَلتَظِي قد عُجِنتْ حرُوفُهُ بالشُرُورْ