شَعَّ مِنْ نُورِ مُحَيًّاكَ ضِيَاءُ الثَّقَلَينْ
فَهَنِيئًا لَكَ هَذَا النُّورُ يَا عَبْدَ الحُسَيْنْ
عَالِمٌ بَرٌّ تَقِيٌّ طَاهِرُ القَلْبِ زَكِيْ
وَسَخِيٌّ وَكَرِيمُ النَّفْسِ مَبْسُوطُ اليَدَيْنْ
***
لَكَ قَلْبٌ طَاهِرٌ بِالحُبِّ وَالعَطْفِ يَفِيضْ
لِفَقِيرٍ وَلِمُحْتَاجٍ وَمَكْرُوبٍ مَرِيضْ
وَلَئِنْ ضَاقَتْ بِهِ الدَّنْيَا يَرَى مِنْكَ النَّدَى
بَعْدَمَا أَتْعَبَهُ الإِمْلَاقُ وَالفَقْرُ المَضِيضْ
***
لَكَ فِي قَلْبِ المُحِبِّينَ ضَرِيحٌ وَمَقَامْ
وَدُمُوعُ الفَقْدِ صَبَّتْ فَوْقَ مَثْوَاكَ السَّلَامْ
أَشْرَقَتْ صَفْحَتُكَ البَيْضَاءُ عِلْمًا وَعَطَاءْ
وَحُرُوفًا أَثْمَرَتْ مِنْ خُلُقِ الآلِ الكِرَامْ
***
قَدْ عَرَفْتَ الحَقَّ وَاسْتَمْسَكْتَ بِالحَبْلِ المَتِينْ
ثَابِتًا فِي خَنْدَقِ الإِيمَانِ وَالحِصْنِ الحَصِينْ(1)
تَعْمَلُ الخَيْرَ وَتَبْنِي صَرْحَ نُورٍ وَهُدَى
أَنْتَ فِي مَنْصِبِكَ الهَادِي قَوِيٌّ وَأَمِينْ
***
لِلأَمِينِيِّ وَلِلسِّتْرِيِّ فِي الدُّنْيَا غَدِيرْ(2)
وَالغَدِيرَانِ يَصُبَّانِ مِنَ العَذْبِ النَّمِيرْ
فِيهِ طُهْرٌ وَصَفَاءٌ وَنَقَاءُ الأَتْقِيَاءْ
وَالسَمِيَّانِ سَقَى رُوحَيْهِمَا نَبْعُ الأَمِيرْ
***
اشْرَبَا مِن كَفِّهِ مَاءَ الخُلُودِ الأَبَدِي
كَوْثَرِيًّا وَهَنِيئًا كَانَ مِنَ أَغْلَى يَدِ
فِي جِنَانِ الخُلْدِ يُجْزَى العُلَمَاءُ العَامِلُونْ
بِجِنَانٍ وَبِرُضْوَانٍ عَظِيمٍ سَرْمَدِي