أيُّ دِمٍ في كربلا أهدروا؟= وأيُّ جسمٍ في الثرى عفَّروا ؟ عارٍ، وعارٌ يا شرارَ الورى= أينَ الرِدا والثوبُ والمئزرُ؟ والحجرُ الملعونُ يُلقى على= جبهتِهِ، فيُجرَحُ الأطهرُ وأيُّ خدٍّ كانَ من بغيكُمْ= على صفيحٍ لاهبٍ يُصْهرُ وكفُّهُ ليس يُرى كاملاً= بأيِّ ذنبٍ يُقطعُ الخنصرُ والدَمُ قد سالَ على شيبةٍ= كريمةٍ، خضَّبَها المنحرُ والرأسُ فوقَ الرمحِ داروا بهِ= والكلُّ في شماتةٍ يَنظرُ والخيلُ قدْ داستْ عليهِ فلمْ= تذرْ من العِظامِ ما يُكسرُ والسهمُ ما استقرَّ في قلبِهِ= بل قلبُهُ لسهمهمْ معبرُ إنَّ كنتَ لا تدري فسلْ جانباً= وسلْ يُجبْكَ الجانبُ الآخرُ في صدرِهِ يدخلُ من ظهرِهِ= يُستخرجُ المثلثُ الغادرُ بكى لهُ آدمُ في مأتمٍ= ونَوْحُ نوحٍ بالشجى ظاهرُ دمعُ الخليلِ قد جرى حسرةً= عليهِ والكليمُ يَستعبرُ ثم المسيحُ في السموات قدْ= رثاهُ، إذ مصابُهُ الأكبرُ أما محمدٌ فيبكي إذا= رأى حسيناً ساقطاً يَعثرُ مهرولاً ينزلُ من منبرٍ= إن سقط الحسينُ، ما المنبر؟ فكيفَ لو رآهُ في كربلا= حاصرهُ جيشُ العِدا الجائرُ ولو رأتْهُ فاطمٌ أجهشتْ= بصرخةٍ تحفظُها الأدهرُ وهذه الصرخةُ لو أُطلقتْ= لماجَ من أصدائها المحشرُ قميصُهُ ملطخٌ بالدِما= ومن يديها دَمُهُ يَقطِرُ يا ربِّ خذ حقي من الأشقيا= ممن طغوا في الأرضِ واستكبروا وحيدرُ الذي رأى بابَها= يُحرقُ ، والنارُ به تُسْعرُ هل يا تُرى رأى هُنا زينباً= خيمتُها محروقةٌ، تؤسرُ؟ وهل درى حمزةُ في قبرِهِ= وهل درى في مؤتةٍ جعفرُ بأنَّ آلَ أحمدٍ أدخلوا= على يزيدٍ، وهو مستكبرُ؟ هذا شبيرٌ خرَّ من مهرِهِ= فهل درى عن أمرِهِ شبَّرُ؟ قدْ أُمِّر الأشرارُ ثم اعتلوا= منبرَ طه عندما أُمِّروا وأخروا أهل الكساءِ الألى= في سورةِ الأحزابِ قد طُهِّروا وهمْ ذوو القربى، فهل ودُّهم= يا أمَّةَ الإجرامِ أن يُنحروا؟ "أُوصيكمُ بالآل خيراً"، فهل= أوصاكمْ الرسولُ أن تبطروا؟ والله أوصى في كتاب السما= أن يُهدمَ المسجدُ أم يُعمرُ؟ مساجدُ اللهِ التي هدِّمتْ= ذنبٌ، وهذا الذنبُ لا يُغفرُ فمن تحاربون يا ويلكم؟= والله فوق خلقه القاهرُ مُلاعِبُ القرودِ هذا الذي= يغرقُ في خمورِهِ يسكرُ وقاتلُ النَّفسِ التي حُرِّمتْ= والشجرُ الخبيثُ والمنكرُ لا بايعتْ يدي يداً قد جَنَتْ= كانتْ يدَ الشيطانِ إذ يمكرُ خطَّيتَ نهجاً سيدي والهدى= سحائبٌ من كربلا تَمْطِرُ قائدُنا أنتَ وأسيادُنا= عبَّاسُ والقاسمُ والأكبرُ وكلُّ أرضٍ كربلا سيدي= وكلُّ يومٍ قد أتى العاشرُ وزينبٌ دَمعتُها أنبتتْ= أشجارَ عشقٍ للورى تُثمرُ وأسسَّ السَّجادُ أركانَنا= ثمَّ بنى مأتَمنا الباقرُ وبيَّنَ الصادقُ من فضلِكمْ= جواهراً يحظى بها الزائرُ والكاظمُ الملقى بطامورةٍ= يبكيكمُ ودمعُهُ يُهْمرُ ودعبلٌ يرثيكمُ والرضا= في عالمٍ من الأسى طائرُ ثمَّ الجوادُ جادَ بالدمعِ في = مصابِكمْ، وذكرُكم نيِّرُ ثمَّ روى الهاديْ النقيُّ لنا= زيارةً جامعةً تُؤثرُ والعسكريُّ سيدي لم يزلْ= في حزنِهِ وصوتُهُ هادرُ لبيك يا حسينُ أرواحُنا= رخيصةٌ، وشعبُنا ثائرُ والحجَّةُ القائمُ يبكي دماُ = ما فارقَ الذاكرةَ المنظرُ طفلٌ رضيعٌ قد سقاهُ العِدا= سهمَ الردا وبعدها كبَّروا فيا لثاراتِ الحسين التي= العدلُ في راياتِها محورُ أطلقْ نداءَ الحقِّ يا سيدي= فنحنُ بالظهورِ نستبشرُ

Testing
عرض القصيدة