أيَاْ بضعةَ طه جفَّ فيكِ القَلَمُ = وَأَخْرَسَ خَطْبُكِ الشعراءَ أنْ يتكلموا فَمُنْذُ مُصَابِكِ قَدْ سَالَ في الأُفُقِ الدَمُ= وَرَفْرَفَتِ الملائكُ باكياتٍ تَلْطمُ أهذي بضعةُ الكرارِ تُظلَمُ تهضمُ؟ أتى الكرارُ في ليلِ الدجى نحو القبورْ= ودمعُ العين مدرارٌ وَقَدْ فَاْضَ الشُعُورْ ففاطمةُ التي كانتْ على الظَلْماءِ نورْ= وَقُرَّةُ عينهِ قَدْ فارقتْ دارَ الغرورْ غَفَتْ عيناهُ في نعيٍ لطاهرةٍ طَهُورْ رأى في الطيفِ فاطمةً تنادي وَتَقُولْ= عليٌ قُمْ لزينبَ هدِّئ الخطبَ المهولْ فتلك يتيمةٌ نامتْ وأيقظها الذهول= فهدِّئ روعها وامسح على بنت الرسولْ فإنك بلسم الأيتام يا زوج البتول جراحُك تملأُ الدنيا عزاءً وأنينْ = وأملاكُ السماءِ لها بكاءٌ وحنينْ وراياتُ السواد ترفرف في العالمينْ = أيا قمراً ينير لنا على مرِّ السنينْ عليكِ قد جرى من زينب الدمعُ الحزينْ تركتِ يتيمةً تبكي صباحاً ومسا = يتيمتكِ التي ورثتْ مصابِكِ والأسى تعيشُ بقلبها المحزونِ والدهرُ قسا = بكاءُ يتيمةٍ صرختْ يُذيب الأنفسا ويحيي من ترتله شعاراً أقدسا