حزين منذ الأزل
السيّد هاشم الموسوي
قــــد أظــلَـمَ الـلـيـلُ والآهـــات
تـلـتـهبُ والــجــرحُ دامٍ ودمــــعُ الـعـيـنِ
يـنـسـكبُ
وبـيـنـما كــنـتُ فـــي الـمـأسـاةِ
مـنـغمراً أتــــت إلــــى جــهـتـي تــدنـو و
تـقـتـربُ
جــــاءتْ تـسـائِـلني عـــن قـصـتـي
فــأنـا مـــن عــالـم الــذَّر ِّ مـظـلومٌ
ومـحـتسبُ
والـدمـعُ فــي رَحْــمِ أمـي قـد جـرى
فـأنا فــــي عــالــم الــرحـمِ بــكَّـاءٌ
ومـنـتـحبُ
أتــــتْ تـكـلـمـني عــــنْ حـــبِّ
عـاشـقـةٍ فقلتُ ما الحب ؟ما العشاقُ ؟ما الطربُ ؟
فـقـالـتْ اشــرب كــؤوسَ الـحـبِّ
هـانـئةً دِيــرتْ كـؤوسٌ ومـنها الـناسُ قـد
شـربوا
فـاغـرقْ كـما غـرقوا واسـهرْ كـما
سـهروا وأهــنـأ كــمـا هـنـأوا والـعـبْ كـمـا
لـعـبوا
فـقـلـتُ إنــي غـريـقٌ فــي بـحـور
أســىً قــد طــال لـيـلي ومــا الإصـبـاح
يـقـتربُ
فــالـلـيـلُ أتـعـبـنـي والــصـبـحُ
طـلَّـقـنـي والــجــرحُ ألَّــمـنـي و ابـتـاعـني
الـنـصـبُ
مــا كـنـتُ أبــرأ مــن دائـي ومـن
وَجَـعي والــنــارُ تــوقـدُهـا الأحــقــادُ
والــحـطـبُ
وفـــي خــيـام ِعــلـيِّ الـمـرتـضى
شـجـنٌ حـيـثُ الـحسينُ عـلى الـرمضاءِ
يـضطربُ
صــواعـقُ الــحـزنِ والآلام ِ صُـبـتْ
عـلـى آلِ الــنـبـي ِّ وقــــدْ حـاطـتْـهـم
الــكُــرَبُ
وشَـعْـشَعَ الـنورُ مـن رأسِ الـحسينِ
عـلى تــلـكَ الـقـنـاةِ وقــلـبُ الـعـرشِ
مـكـتئبُ
وَعَـشْعَشَ الـحزنُ فـي قـلبي وفـي
أفقي مـــن الـمـصـابِ فــهـذا الـقـلـبُ
يـنـتحبُ
يـتـيـمةٌ صــرخـتْ مـــن شـجـوِها
وبَـكَـتْ وحـيـنما نـدبـتْ فــي الـطَـفِّ مَــنْ
ذَهـبوا
جــــاءَ الـلـئـيـمُ لــهــا بـالـسـوطِ
روَّعــهـا وهــــو الــــذي يَــــدُهُ بــالــدمِّ
تـخـتـضبُ
مـــاذا أقـــولُ وقــد قـلـتُ الــذي
نـزفـت لـــه الـقـلـوبُ وهـــبَّ الــثـارُ
والـغـضـبُ
لــو لـم يـكونوا بـسبط الـمصطفى
فـعلوا كـــلَّ الـــذي فـعـلـوا مـــا ذُلــت
الـعـربُ
كـــلَّ الـــذي فـعـلـوا مـــا ذُلــت الـعـربُ |