أم البنينِ وردة ٌ حزينه
تحيطُها الأشواكُ والأسلاكُ
والغلظة ُ والرعونه
تحيطُها الأفلاكُ والأملاكُ
هذا جبرئيل جاءها
وخلفهُ الآلاف يتبعونه
حطَّ رحاله بها
لكنهُ عاتبها
أهكذا محط ُ أملاك السما
الطينُ والترابُ والظلامُ والغبارُ والحجارةُ الحزينة؟
أمُّ البنين وردة ٌ حزينه
قد منعوا البلبلَ أن يأتي لها
ويشتكي آمالهُ آلامَهُ أحزانَه شجونَه
لكنَّها في قلبهِ
فكيف يسجنونها؟
وكيف يسجنونه؟
وإنَّه إذا دعا اللهَ بها
يقضي له حاجته
ما خيَّب اللهُ بها ظنونَه
وإنّه أعلن في حبِّ النبي وآلهِ جنونه

لن ينثني
حتى ولو جاءوا بسيف الحقدِ يذبحونه
لن ينثني
حتى ولو جاءوا برمح الغدر يقتلونه
لن ينثني
حتى ولو جاءوا بأحجار العمى والظلم يرجمونه
لن ينثني
لن يُرهبُ التفجيرُ والتكفيرُ
والتفخيخُ والأحزمةُ اللعينة
علَّمهُ العبَّاسُ أن لا ينثني
إن قطعوا يسارَهُ أو قطعوا يمينه
أو سكبوا قربتَهُ
أو فقأوا عيونَه
علَّمهُ كيف تكون الأمُّ سيلا جارفا
وكيف صارت أمُهُ صادقة ً أمينه
فحينَ يذكرونها وحينَ يذكرونه
تمتلئ الدنيا وفاءً
حينما تبكي على الحسين
لا على الذي
أعمى العدى بسهمهم عيونه

البقيع – شوال 1426ه

Testing
عرض القصيدة