دموع الأربعين
السيّد هاشم الموسوي
قــد جــاءَ أهـلُ الـبيت ِ
كـربلاءْ وجـــــددوا الــعــزاءَ
والــبـكـاءْ
حـــــــــــــزنٌ
طـــــــويــــــلُ دمــــــــــــــعٌ
يـــــســـــيــــلُ
جـئـنـا نــبـلّ ُ الـقـبـرَ
بـالـدموعْ ونُـشـعـلُ الــظـلام َ
بـالـشموعْ
نـــذكـــرُ أشـــــلاءً
تــفــرَّقـتْ والـخيلَ إذ داستْ على
الضلوعْ
وأســهـمـاً بـالـحـقـدِ
وُجِّــهــتْ لـفـتـيـة ٍ لا تــأنــس
الــهـجـوعْ
لــيـوثُ حــرب ٍ فــي
نـهـارِهمْ ولـيـلُـهمْ بـحـرٌ مــن
الـخـشوعْ
والـــــرأسَ إذ يُــرفــعُ
عــالـيـاً بــعــزّهِ وقـــد أبـــى
الــركـوعًْ
لـــه الـسـمـاءُ تـنـحـني
أســىً والشمسُ في الغروبِ والطلوعْ
قـــد ســحـرَ الـقـلوبَ
عـشـقُهُ تــربـتُـهُ مـعـشـوقة ُ
الـجـمـوعْ
تـــربــتُــهُ ســــمـــاءُ
حــبِّــنــا بــهــا عــبـيـرُ الـجـنَّـةِ
يــضـوعْ
فــي أرضـهـا يُـحـققّ ُ
الـرجـاءْ ويـسـتـجـيـبُ ربُّــنــا
الــدعــاءْ
يــــشــــفــــى
الـــغـــلـــيــلُ يُـــــــــــــروى
الـــعٍـــلـــيـــلُ
لــهــفـي لــمــفـرد ٍ
وحـــولَــهُ جـمـعُ جـيوش ِ الـشرِّ
مـستديرْ
أحـبـابهُ فــي الـتـرب ِ
ضُـرِّجوا يــصـرخُ لـكـنْ مــا لــهُ
نـصـيرْ
يــنــهــضُ تــــــارة ً
وتــــــارة يـكـبـو ويـمـتدّ ُ عـلـى الـهـجيرْ
ً
وعــيــنُــهُ تــنــظـرُ
حـــســرة خــيـامَـهُ تُــحــرقُ بـالـسـعـيرْ
ً
ويــنــظــرُ الأيـــتــامَ
تـــهــربُ فــي الـبـرِّ لا تـعـلمُ
مـالـمصيرْ
إن لــم يـكـن ديــنٌ لـكـم
فــلا تــجـانـبـوا حــريَّــة َ
الـضـمـيـرْ
دعــو الـيـتامى ودعــوا
الـنساءْ دعـو ا الـصغيرة َ دعـوا
الصغيرْ
فـــهــذه لــيــسـتْ مــــروءة
ً ولا بـفـعـل ِ الـبـطـل ِ
الـقـديـرْ
يــا مَـنْ سـفكتمْ أطـهرَ
الـدماءْ يــا زمــرة َ الإجـرام ِ
والـشقاءْ
بــــــئــــــسَ
الـــســـبـــيـــلُ وزرٌ
ثــــــــــقــــــــــيـــــــــلُ
رايـاتُـكم طــولَ الـمـدى
عـلـى كـــــلِّ الـمـحـبـيـنَ
تـــرفــرفُ
وعـيـنـنُـا فــــي كـــلِّ
لـحـظـة عـلـى مـصـابِ الـطـفِّ
تـذرفُ
والـوجـهُ مــا بـينَ الـورى
يُـرى مــن سـمـة ِ الأحــزانِ
يُـعـرفُ
كــــأنَّـــهُ يــعــقــوبُ
بــاكــيــاً حــيـنِ تـــوارى عــنـهُ
يـوسُـفُ
ومـــاؤكــمْ عـــــذبٌ
شــرابُــهُ فــي كـلِّ عـصر ٍ نـحنُ
نـرشُفُ
ســـرنـــا ومــــــا يــهـمـنـا
إذا مــــا قــــالَ قــائــلٌ
تـوقـفـوا
لـــن تُـوْقِـف الـمـسيرَ
عـصـبة إن فــجَّـروا الـحـقدَ وأرجـفـوا
ٌ
فــهــاهـمُ الـــــزوارُ
واعــــدوا وعـنـدمـا قـــد واعـــدوا
وفــوا
قـــد جـــاءَكَ الــزوارُ
بـالـوفاءْ وإنَّـــهــمْ عـــشَّــاق ُ
كــربــلاءْ
ظــــــــــــــلٌ
ظـــــلـــــيــــلُ قــــــــلـــــــبٌ
نـــــبـــــيــــلُ
نـعـشـقـكِ يــــا أرضَ
كــربـلاءْ فــفــيـكِ أجـــســادٌ
مــعــفـره
وفــيــكِ جــنَّــاتُ الإلــــهِ
قـــدْ تـصـوَّرتْ فــي شـكـلِ
مـقـبره
أجـسـادُ خـيـرِ الـنَّـاس
ِوسِّـدتْ فــيـكِ فـصـارتْ لــكِ
مـفـخره
والـــدَمُ قـــد أَرســـلَ
مـسـكَهُ وخـــلَّـــد الــتــاريـخُ
عــنــبـرَه
لـــن يـقـهـرَ الأشــرارُ
أرْضَــكِ وإنــــكِ يــــا طــــفُّ
قــاهــره
لـــن يـهـزمَ الإرهــابُ
فـكـرَكِ وســــوفَ تـبـقـيـن
مــظـفَّـره
وســــوفَ نــعـشـقُ
حـسـيـنَكِ وســــوفَ نـسـتـظـلُّ
مــنـبـرَه
ونــحـن لـــن نـنـسى
رضـيـعَهُ وعــيــنـنُـا تــنــظـرُ
مــنــحـرَه
قــد خـضـبوا الـمـنحر َ
بـالدماءْ وقـــدْ بـكـتْـهُ الأرضُ
والـسـماءْ
حــــــــــــــزنٌ
عـــــــويــــــلُ صـــــــبـــــــرٌ
جـــــمــــيــــلُ
18 صـــــــــفـــــــــرْ 1428ه