لبيكَ إلهي لبيكْ
لا تُسقطني من عينيك
من لي يا ربِّ إن قلتَ
لا لبيكَ ولا سعديكْ
(1)
ربِّ قعدتْ بي أغلالي
وهلكتُ بسوء الأعمالِ
واسوَّدَ الأفقُ بعينيَّ
فأنا المغرورُ بآمالي
وأنا مَنْ تخدَعُهُ الدنيا
فيصير إلى أسوءِ حالِ
مثقالُ الذرةِ من شري
يُرعبُني كيفَ بأثقالي
فأتيتُ بآهاتِ الندمِ
بالذلةِ أسحبُ أذيالي
ووقفتُ ببابكَ منكسراً
لا تقطعْ يا ربِّ حبالي
قد جئتُ لبيتِ الغفارْ
وتعلقتُ بالأستارْ
هل يفضحُ جرمي وذنوبي
وهو التوَّابُ الستارْ؟
(2)
البيتُ بيتُكَ والعبدُ
عبدُكَ حولَ البيتِ يطوفُ
مغتسِلٌ من حبِّ الدنيا
والدمعُ على الخدِّ ذروفُ
لن أيأس من رحمةِ ربي
فاللهُ رحيمٌ ورؤوفُ
أحرمتُ وإنِّي لك ضيفٌ
أيخيبُ لدى اللهِ ضيوفُ؟
العبدُ لئيم وحقيرٌ
والربُّ كريمٌ وعطوفُ
إنَّ رجائي ليطمئنني
والماضي بالذنبِ مخيفُ
كابوسٌ شبحُ العصيانْ
هل تُلقيني في النيرانْ
أم تكرمني بالغفرانْ؟
أيا رحيمُ ويا رحمن
(3)
إحرامي هيَّجَ أحزاني
ذكرني يومَ الأكفانِ
فأتيتُ لربي أرجوهُ
أن يؤمنني في التربانِ ِ
سأكونُ غريباً في قبري
ويضيقُ الصدرُ بعصياني
ذكَّرني زحفُ الحجَّاجِ ِ
يومَ الميعادِ قأبكاني
أتراكَ تُعذِبُني فيهِ؟
أم تحرقني بالنيران؟
أتضيعني فيه ضياعاً؟
يا مَن بالرحمةِ آواني
عفوكَ أعظمُ من ذنبي
حبُّكَ يسكنُ في قلبي
أم هل تحرقني باللهبِ؟
وأنا أهتفُ يا ربِّ
(4)
أرمي حجرَ الشيطانِ هنا
وأقبِّلُ للهِ الحجرا
وأطيعُ اللهَ بذاكَ وذا
أبرأ وأوالي إن أمرا
وأحطِمُ ذنبي بحطيمٍ
شكراً لإلهي إذ غفرا
سافرتُ وقد باركَ ربي
للعبدِ المسكينِ السفرا
عبدكَ يدعو في عرفاتٍ
ويُرتِلُ بالحزنِ السِوَرا
ينحرُ قرباناً ويضحي
فتقبَّلْ منهُ ما نحرا
فتباركتَ وتعاليتْ
سبحانك يا ربَّ البيتْ
يا من عافيتَ وأبليتَ
يا من أضحكت وأبكيتْ