شعراء أهل البيت عليهم السلام - مُعلَّقَةٌ عَلَى كَعْبَةِ النَحْرِ

عــــدد الأبـيـات
52
عدد المشاهدات
6879
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/08/2019
وقـــت الإضــافــة
1:25 مساءً

مُعلَّقَةٌ عَلَى كَعْبَةِ النَحْرِ عُيُونٌ لِلغَدِ الأَعْمَى دَلِيلُ=وَمَوْتٌ للحَيَاةِ هُوَ السَبِيلُ ورَأْسٌ خَائِضٌ فِي اللهِ حَرْبَاً=عَلَى رُمْحٍ بِلا جَسَدٍ يَصُولُ وعُمْرٌ كُنْهُ سَوْسَنِهِ غَرَامٌ=وقَلْبٌ كُلَّ ثَانِيَةٍ قَتِيلُ ووَجْهٌ قُدَّ مِنْ أَلَقِ السَمَاوا=تِ؛ شَرْقِيٌّ حُسَيْنِيٌّ جَمِيلُ هُوَ العَبَّاسُ يَحْمِلُ مِنْ هُيُولَى ال=أُلُوهَةِ فِي الوَرَى ما يَسْتَحِيلُ لَهُ فِي جَوْهَرِ المَعْنَى حُلُولُ=بِهِ مِنْ وَحْشَةِ المَنْفَى أُفُولُ : يُخَبّئُ حُزْنَهُ قَمَرَاً فَيَبْدُو=عَلَى أَشْهَى مَلامِحِهِ الذُبُولُ يَمُرُّ رَبِيعُهُ قَلِقَاً مُرُورَ ال=نَدَى بالزَهْرِ : يَقْتُلُهُ الوُصُولُ عَلَى كَفَّيْهِ غَنَّى أُقْحُوَانٌ=وإثْرَ دَلالِهِ رَقَصَ الخَمِيلُ كَأَنَّ غَمَامَةً نَسَجَتْ خُطَاهُ:=مَدَىً يَنْأَى وَديدنُهُ الهطولُ يَجِيءُ فَرَاشَةً والضَوْءُ نَهْرٌ= يَسِيرُ وَرَاءَهُ ورُؤَىً يَسِيلُ ويَرْكُضُ مِثْلَ أُغْنِيَةٍ جُمُوحُ ال=مَسَافَةِ يُشْعِلُ الدَرْبَ الصَهِيلُ يَقُودُ العُشْبَ يَبْتَكِرُ الجِرَاحَا=تِ؛ أضْرِحَةً عَلَيْها يَسْتَطِيلُ سَيَبْذُرُ فِي الفُرَاتِ دَمَاً غَزِيرَ ال=شُموخِ غَدَاً تُغَازِلُهُ النَخِيلُ ويُشْرِقُ نَحَرُهُ فِي الطَفِّ شَمْسَاً=يُضَمِّخُ وَجْهَهُ مِنْها الأَصِيلُ ومِنْ شُرُفَاتِهِ الوَطَنُ المُدَمَّى= يُطِلُّ ك قُبْلَةٍ حَمْرَا يَقُولُ : أَرِقْ وَجَعَ الحَيَاةِ و عِشْ جَدِيدَ ال=سَنَابِلِ كُلُّ سُنْبُلَةٍ رَسُولُ نَهَارٌ مُقْفَلٌ بَوحُ النَوَاويسِ=لا شُبَّاكَ يُغْويهِ الهَدِيلُ ولا صُبْحٌ تَنَفَّسَ قَبْلُ، لَيْلٌ=مِنَ المَوْتَى وأَزْمِنَةٌ طُلُولُ وقَافِلَةُ النُجُومِ إلى مَدَارٍ=أخِيرَ الحُزْنِ يأخُذُها الرَحِيلُ جَحِيمٌ هَائِلٌ؛ ك الهُوَّةِ الطَفْ=فُ؛ يَصْعَدُ مِنْ مَواقِدِهِ العَويلُ ووَادٍ غَيْرُ ذِي حُبٍّ أتَاهُ=لِيَفْعَلَ فِيهِ ما فَعَلَ الخَلِيلُ : مِنَ الإيمَانِ أفْئِدَةٌ سَتَهْوي=إليهِ، وكَعْبَةً تَغْدو التُلُولُ سَيَرْفَعُ مِنْ قَوَاعِدِ حَتْفِهِ مَشْ=عَراً / عَلَماً؛ يَلُوذُ بِهِ الدَخِيلُ وخَيْماتٍ مَحَابِرَ فَوْقَ جَمْرٍ= مِنَ الحَسَرَاتِ تَكْتُبُها النُصُولُ و تَذْرُوها الرِيَاحُ، فَكُلُّ أَرْضٍ= بِها مِنْ حُزْنِها كَلِمٌ ثَقِيلُ كِتَابُ النَارِ تَقْرَؤُهُ اليَتَامَى= غَدَاً؛ حَيْثُ المُنَى خَيْطٌ نَحِيلُ شُمُوعٌ فِي الهَزِيعِ تَذُوبُ صَمْتاً=وصَوْتُ اللهِ فِي دَمِها يَجُولُ رَفِيفٌ حَائِرٌ فِي المَهْدِ، أمٌّ=تَطُوفُ حَزينَةً، نَجْمٌ عَلِيلُ وأُخْتٌ تَحْبِسُ الشَكْوى بِصَبْرٍ= عَجِيبٍ لا تُصَدِّقُهُ العُقُولُ وثَغْرٌ يَنْسِجُ العِرْفَانَ عِشْقَاً=لَهُ رَجْعٌ مِنَ النَجَوى خَضِيلُ : (لَكَ العُتْبَى حَبِيبي كُلُّ هَوْلٍ= بِنا لِرِضَاكَ يَا رَبِّي قَلِيلُ) مَشَتْ صُوَرُ الفَجِيعَةِ خَاشِعَاتٍ= أمَامَ فُؤادِهِ؛ ومَشَى الكَفِيلُ عَلِيَّاً آخَراً؛ جَلَداً وكِبْراً=يَكُونُ – إِذَا أرَادَ – المُسْتَحِيلُ هوَ العَبَّاسُ : رُبَّانُ المَنايا=ورَبُّ الحَرْبِ ؛ ما اشْتَبَكَتْ خُيُولُ كَأَنَّ المَوْتَ يُشْبِهُهُ تَمَامَاً=لَهُ فِي كُلِّ شِبْرٍ عِزْرَئِيلُ يُؤَسِّسُ للأُخَوَّةِ مَوْقِفَاً حَيْ=دَرِيَّ العَزْمِ لَيَسَ لَهُ مَثِيلُ وفِي يَدِهِ لُوَاءُ الحَمْدِ، تَحْكِي ال=مَعَالِي عَنْهُ، تَعْرِفُهُ الفُلُولُ فَكَمْ قَرَّ الوَصِيُّ بِهِ عُيُونَاً=وكَمْ سُرَّتْ بِطَلْعَتِهِ البَتُولُ وكَمْ مِيكَالُ قَاتَلَ عَنْ يَمِينٍ= لَهُ، كَمْ عَنْهُ شَمَّرَ جِبْرَئِيلُ تَظَلُّ دُمُوعُ زَيْنَبَ ذِكْرَيَاتٍ= عَلَيْهِ تُضِيءُ، والكَفُّ الجَدِيلُ : مُعَلَّقَةٌ مِنَ الوَجَعِ الإِلهي=يَخُطُّ سُطُورَها العَطَشُ النَبِيلُ ومِنْ بَحْرِ الإِبا نُظِمَتْ، فَلا وا=فِرٌ يَرَقَى، ولا بَحْرٌ طَويلُ بِها العَبَّاسُ قُرْآناً تَدَلّى=عَلَى نَهَرِ الوَفَاءِ لَهُ نُزُولُ تُرَجْرِجُهُ البُطُولَةُ والتَفَانِي=وتَلْبَسُ مِنْ أَنَاقَتِهِ الفُصُولُ هُوَ الحُلُمُ المُقَدَّسُ فِي جُفُونِ ال=عِراقِ مَشَى؛ فأرَّقَها الذُهُولُ هُوَ الرَمَقُ الأَخِيرُ؛ يَمُرُّ مِنْهُ= بِأضْلاعِ الغُروبِ صَبَاً عَلِيلُ عَلَى جُودِيِّهِ مُذْ أَلْفِ فَتْحٍ= أنَاخَ الفَضْلُ والكَرَمُ الجَزِيلُ ومِنْ جُوْدِ السِقَا غُصَصُ العُطاشَى=تَسِيلُ عَنَادِلاً، ويَرِفُّ جِيلُ : مَوَاويلٌ مِنَ الغَضَبِ المُحَلَّى= بِشْهَدِ النَصْرِ :جُرْحٌ سَلْسَبِيلُ وجُرْحٌ ثَائِرٌ مَا زَالَ يَجِري =لِأَخْذِ الثَأْرِ سَبَّاقٌ عَجُولُ وجُرْحٌ غَائِرٌ للعُمِقِ حَتَّى= رَضِيعِ السِبْطِ مُعْتَذِرٌ خَجُولُ 2014م
Testing