العشق آلهة الغناء
أمل الفرج
العشق آلهة الغناء
وتُضيئُني البئرُ التي حملتْ=جرَسَ السّماءِ بقربِ نظرتهِ
خفقانُها سفحٌ يغادرني=فأظلُّ في زُرُقاتِ مَوجتهِ
والفجرُ يُشرقُ من صنوبرةٍ=ميساءَ تستلقي برُقيتهِ
وبها الجذوعُ المائلاتُ عَلَتْ=تهوى الحَكايا في روايتهِ
الحبُّ يَثْرَبَها فيَثْرَبَني=مثلَ ابن مريمَ في غِوايتهِ
أُمِّي صَلاتي قاسمَتْ قدَحي=فوسعتُها ظمَأي لزهرتهِ
ولربّما امتلأتْ أنوثتُها=بلواحظِ الدُنيا بغُربتهِ
في بَرزخٍ غَيمٍ وسَاقيةٍ=والقلبُ لا قلبٌ بحضرتهِ
يتساءلون : أ ذاكَ أغنيةٌ=بيضاءُ مرسلةٌ براحتهِ
أمْ أنه سجَّادةٌ غرِقتْ=فرقتْ كروحٍ في زيارتهِ
أبَديَّةُ الأَشياءِ عَاشَقَها=نُونٌ سَلامٌ في مَشيئتهِ
ما ذبَّلتهُ الناثراتُ هوىً=إلا وصلَّى في مُلوحتهِ
صلَّى لآلهةِ الغِناءِ أتى=بالماءِ يتلوها بسورتهِ
في رائحاتِ العُشبِ قدْ هرقتْ=كأسًا عَذوبًا من هدايتهِ
والآخرُ الماضي على جهةٍ=لفظتْ نَواها صوبَ جنتهِ
والعشقُ حنَّ العشقُ يا أزلاً=قدْ سرَّبَ الدُفلى بروضتهِ
أمّا الحياةُ , فمكةٌ سكنتْ=نورًا تمشَّى من مروءتهِ
ومن السماءِ إلى السماءِ نوا=أن يستمرَّ ببوحِ آيتهِ
قرويّةُ الترتيلِ رَغَّبَهَا=يومٌ تهادَاها بدفقتهِ
فترى ( الهيولى ) سبعَ سنبلةٍ=للحبِّ تقطرُ من بدايتهِ
ومثقَّلاتٌ بالندى نذرتْ=قمحَ الحياةِ بلونِ مهجتهِ
حتى المزاميرُ التي قرأتْ=(آمينَ ) هامتْ في نهايتهِ
لا, لا نهايةَ للغيومِ إذا=سَرقتْ رؤاها من عذوبتهِ
من فرطِ ما نهَرَتْ تلمَّسها=غيبٌ وذي أسرارُ بسمتهِ
والآيةُ الكبرى مرفَّهةٌ=بالنبضِ حتى وحي ضِفتهِ
حانَ الأذانُ وألفُ مئذنةٍ=بلّتْ نداها من أرومتهِ
بَعُدتْ ومحَّارُ الكتابِ صبا=قد راحَ يسمو في تلفّته
ناءٍ وفاضَ الأفقُ من سعةِ=ضاقتْ على أفياءِ نبضتهِ
أ محمدٌ , أسرفْ على نغمي=رَوعًا تعدّى لحنَ نوتتهِ
فالحبُّ في الميلادِ آسرني=فهطلتُ كالمَشْتَى بروعتهِ
لكنّما عُمري وآلهتي=ومداركي فُنيتْ بطلعتهِ
قلبي هباءٌ واحدٌ وأنا=جفنٌ يُجاذبُ طيفَ دمعتهِ
تنحلُّ مني العينُ, أبصرُني=زمناً سريعاً في طفولتهِ
وكرغبةٍ في التيهِ شوَّقني=نبضي, ونبضي رهنُ قُبَّتهِ
ولعلَّ شيئاً فيّ يجذبُني=للموتِ في ميلادِ قِبلتهِ
أيُّ الزّمانِ يريدُ أغنيتي=ما أبَّدَتْ لحناً بلذَّتهِ
بِئري التي قدْ ضوَّأتْ أمَلي=وطنٌ سَأفنى في هويّتهِ