ألقيت في حفل مولد الإمام الحسين (ع) في النجف أيام حكم عبدالسلام عارف 1964م
مولد الحسين
سما بقصيدي أنّ ذكراكَ مطلعٌ=و أغلا نشيدي أنّه منك مقطعُ
إذا جئتّ أستوحيك شدّت بناظري=حشود طيوفٍ بالسّنا الغمر تلمعُ
كأنّي و شعِري يجتليكَ كرائماً=ألمَّ نجوماً و الذي منك أروعُ
و أشتار كرماً ما يزال بعطرها=ثرى الطّف من ألف مضى يتضوّعُ
تعود بي الذّكرى لطفلٍ بمهدهِ=إليهِ شموخ من غدٍ يتطلّعُ
كأنَّ على كفَّيهِ همس تمائمٍ=من الجزع أنغام الفتوح توقّعُ
فتسألني عيني أبالمهد صارمٌ=تململ أم طفلٌ من الدُّر يرضعُ
طلعت فما هزّ البطولات مثلها=سِمات ربيعٍ و هي بالأمس بلقعُ
و أرضى انتظار الشّوط بعد مرارةٍ=من اليأس أن لاح الكميٌَ المقنّعُ
أرى كلَّ من يحيا يموت و يستوي=على مسرح الدُّنيا مغيب و مطلعُ
و أنت حياةٌ لا تموت على المدى=توالد في خلق و تنشي و تبدعُ
أبا الثّورة الكبرى صليل سيوفها=نشيدٌ بأبعاد الخلود مرجّعُ
تشير و إيماض القواضب مشعلٌ=و تحدو بركب الثائرين فيتبعُ
أبا الطّف ما جئنا لنبني بلفظنا=لمعناك صرحاً إنّ معناك أمنعُ
متى بنت الألفاظ صرحاً و إنّما=الصُروح بمقدود الجماجم تُرفَعُ
ألا إنّ بُرداً من جراحٍ لبستهُ=بنى لك مجداً من جراحك يُصنعُ
و موضحة تعلو جبينك منبراً=خطيب بما يجري من الدّمَ مصقعُ
لروحك يمَّمنا لتحيا نفوسنا=بعزمة جبَّارٍ تُهزُّ و تُدفعُ
تأبّت علينا الكاس و هي ثمالةٌ=و عزّ علينا الشّرب و الكاس مُترعُ
و هُنا فأتقنّا الهوان بحكمة=و ضلت خُطانا الدّرب فهي تميّعُ
وضعناك في الأعناق حرزاً و إنّما=خُلِقت لكي تُنضى حُساماً فتُشرَعُ
و صِغناكَ من دمعٍ و تلك نفوسنا=نصوّرها لا أنت إنّك أرفعُ
فإن شئت أن نحيا فأًلهم نفوسنا=لتنهل من كاسٍ شربتَ فتجرعُ
و مُر مبضعاً شظّاك يفري هياكلاً=لنا فلكم نجىَّ من الموت مبضعُ
أبَا المعطيات البيت لا العجب محبط=كرائِمَ ما أعطى ولا المنَّ متبعُ
غداة استزادتك الوغى و هي ساغبٌ=فأسرعتَ تُلهي بالضحايا و تُشبعُ
و لم تُجزَ حقداً مثله بل رحمتهُ=سجيةُ قبل عشت فيها و أربعوا
و أين السموّ السَّمح من نبع هاشمٍ=و أوضار نتن من أميةَ تنبعُ
نحائز عاناها أبوكَ لئيمة=و كانت ببدر وجه جدك تقرعُ
فللترب منها و الهوان بقيّة=تُشَتِتُ شمل المسلمين و تُصدِعُ
فيا باعثيها نعرةً جاهليَّةُ=محمدُ واراها التُّراب تورّعوا
عَذَرتُكُمُ لو أن ما تنشونه=عظام و لكن حيفة و هي أبشعُ
و لو أنّ ما تبغونه من ورائها=خفيٌ لقلت عابث سوف يُقلعُ
و لكنّه الكرسي مهما برعتم=الخداع يغَطّي رأسه ثم بطلعُ
و ساجعة و المبكيات تحوطها=حنانَيك هل يدري لمن فرك يسجعُ
عذرت الهديل الغر لو فوق روضةٍ=و لكنّه في دمنةٍ ليس تمرعُ
ستبدي لَكِ الأيًّام أنّ مضيرة=تلوكينها سُحت من السُمِّ أنقعُ
و أنَّ الذي يؤوي طريداً مذمَّماً=(سحابة صيبٍ عن قليل تقشعُ)
مددنا إليكِ الكفَّ من بعد فلتةٍ=و قُلنا شتيت من قطيعٍ سيرجعُ
و عزَّ علينا بائِن من جسومنا=و أنف الفتى منه و إن هو أجدعُ
و لكن بغياً ما استفاد بعبرةٍ=سيشفى و حلف البغي يوماً سَيُصرعُ
محمد هل يرضي جهادَك تافهٌ=تستَّر بالإسلام و هو مُضيَّعُ
(؟) في أعقاب كل مصلّل=فلا (؟) يثنيه و لا هو يسمعُ
(؟) في (؟)(؟) نسجه=يؤذ و يؤذي السمع حين يُجَعجِعُ
(؟) إلى (؟)(؟) بقولهِ=و (؟) إلى شرقٍ (؟) و ينزعُ
و (؟)(؟) من نسيج خيالهِ=نقائض فأعجب للنقائض تُجمعُ
مفاهيمُ (؟) في جذورها=عليها من اسم الله ثوبٌ و بُرقعُ
أبَا الشُهداءِ الواهبين تحيّة=إلى هبة من غُرة الشّمس أنصعُ
أُنبئكَ ما زال الصّبوح شموخه=يهدهد أعطاف العبوق و يُمتعُ
و إنَّ مناراً من دماءٍ رفعتهُ=ليهدي طريق السالكين مُشَعشِعُ
فيا واهباً أعطى و أرضى بجانحي=خشوعٌ على (؟) (؟) يركعُ
تقبّله و امنحني رضاكَ فإنّني=إليكم بني الزهراء ما عشت أفزعُ
و كُن عِدَّتي في يومٍ لا وِلدٌ بهِ=ولا مالٌ مما يَجمع المرؤ ينفعُ