الزهراء (ع) تخاطب الهلال
للشاعر: علي إبراهيم الكرّاني
(بحر الرمل)
الزهراء (ع)
يا هلالاً مُذ رأته العينُ دمعُ العينِ سال=أنتَ سيفٌ يقطعُ الأوداجَ مني لا هلال
لا أرى فيكَ سوى جندٍ و خيلٍ و نِصال=حُشِدت للفتكِ بابني واحسيناً وا حسين
يا هلالاً يَذبحُ السبطّ إذا لاحَ وليد=كيف تبدو مستقرَّ الأفقِ و الدينُ طريد
أنت سيفٌ بيمين الشمرِ من صُنعِ يزيد=حَدَّه عشرةَ أيامٍ إلى ذبحِ الحسين
الهلال
ليَهّ عاجلني يا بضعة الهادي المَحاق=قبل أن أنظرَ دمَّ السبطِ بالطفِ يُراق
ليتني مِتُّ و لم أبزُغ على أرضِ العراق=ليتهم قد قطعوا نحري فِدا نحرِ الحسين
كم تمنيتُ لقلبي سدّدوا سهمَ الأفول=قبلَ أن ينطلقَ السهمُ إلى قلبِ البتول
أوليس السبط يا زهراء كالهادي الرسول=فحسينٌ منه آتٍ و هو آتٍ مِن حسين
الزهراء (ع)
يا هلالاً عن عيوني خجَلاً لُذ بالخسوف=و توارَ يومَ عاشوراءَ عن أرضِ الطفوف
و اطلُب التوبةَ بالإعوالِ و الدمع الذروف=واحسيناً واحسيناً واحسيناً واحسين
الهلال
أنا يا زهراءُ لا أقوى على هذا العِتاب=ففؤادي من أليمِ العَتبِ اللاذِعِ ذاب
آهِ لو كان بأمري يا ابنةَ الهادي الغياب=لتواريتُ ليبقى ساطعاً نورُ الحسين
الزهراء (ع)
يا هلالَ الدمِ إن كان لك السبطُ حبيب=كيف لم تنصُرهُ لمَّا صار مفروداً غريب
طلبَ العَونَ و ما لاقى سوى الصمتِ مجيب=كيف لم تنصُرهُ إن كنتَ هلالا للحسين
يا هلالَ الشؤمِ أخبرني و دع عنكَ النحيب=أصحيحٌ شيبُهُ من دمِهِ صار خضيب
أَوَهل كُسِّرتَتِ الأسنانُ مِن قرعِ القضيب=و على باب ابن هند صلبوا رأس الحسين
الهلال
ألبَستني الطفٌّ بالمولد ثوب الهرمِ=ليتَهم قبلَ حسينٍ قد أراقوا لي دمي
و أبادوا دونَ أنصارِ حسينٍ أنجمي=و هوى برجي ولا يهوي عن المهر الحسين
كم رأت عينايَ يا زهراءُ مِن خَطبٍ مروع=مثلُكِ المذبوحُ ظلماً كُسِّرَت منّه الضلوع
فاعذُريني و دعيني أملأُ الكونُ دموع=و سيغدو أُفُقِي مأتمَ مولاي الحسين