في رثاء عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام السيد رضا الهندي
في رثاء عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام
سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر=وما سطعت شمسٌ وما بزغ البدرُ
سلام على القلب الكبير وصبره=بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ
جحافل جاءت كربلاء بأثرها=جحافل لا يقوى على عدها حصرُ
جرى ما جرى في كربلاء وعينها=ترى ما جرى ممّا يذوب له الصخرُ
لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاً=فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبرُ
رأته ونادت يابن أمي ووالدي=لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُ
أخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُه=وقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدرُ
أيدري حسامٌ حزّ نحرك حده=به حزّ من خير الورى المصطفى نحرُ
عليّ عزيزٌ أن أسير مع العدى=وتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّ
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا=مقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُ
أخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌ=وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ
أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذى=وجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُ
أخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياً=عليّ فلا صبح هناك ولا عصرُ
لقد حاربت عيني الرقاد فلم تنم=ولي يا أخي إن لم تنم عيني العذرُ
أخي أنت تدري ما لأختك راحةٌ=وذلك من يومٍ به راعها الشمرُ
فلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرى=وحتّى الزلال العذب في فمها مُرُّ
ايمنعك القوم الفرات وورده=وذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُ
أخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبي=وعن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسرُ
متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت=وجوههم الغراء وانكشف الضرُ
ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم=ففقدك كسر ليس يرجى له جبرُ