في رثاء عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر=وما سطعت شمسٌ وما بزغ البدرُ سلام على القلب الكبير وصبره=بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ جحافل جاءت كربلاء بأثرها=جحافل لا يقوى على عدها حصرُ جرى ما جرى في كربلاء وعينها=ترى ما جرى ممّا يذوب له الصخرُ لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاً=فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبرُ رأته ونادت يابن أمي ووالدي=لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُ أخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُه=وقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدرُ أيدري حسامٌ حزّ نحرك حده=به حزّ من خير الورى المصطفى نحرُ عليّ عزيزٌ أن أسير مع العدى=وتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّ أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا=مقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُ أخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌ=وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذى=وجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُ أخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياً=عليّ فلا صبح هناك ولا عصرُ لقد حاربت عيني الرقاد فلم تنم=ولي يا أخي إن لم تنم عيني العذرُ أخي أنت تدري ما لأختك راحةٌ=وذلك من يومٍ به راعها الشمرُ فلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرى=وحتّى الزلال العذب في فمها مُرُّ ايمنعك القوم الفرات وورده=وذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُ أخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبي=وعن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسرُ متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت=وجوههم الغراء وانكشف الضرُ ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم=ففقدك كسر ليس يرجى له جبرُ