دخل دعبل الخزاعي (ره) على الإمام الرضا (ع) بمرو، فقال له: يا ابن رسول الله
إني قد قلت فيك قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك.
فقال (ع): (هاتها). فأنشده: (مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ عن تلاوة ومنزل وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ)
فلما بلغ إلى قوله: (أَرى فَيئَهُم في غيرهم متقسِّماً وأيدِيهِمُ من فَيئِهِم صُفُراتِ)
بكى الإمام الرضا (ع) وقال له: (صدقتَ يا خزاعي). فلما بلغ إلى قوله:
(إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهُمُ أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ) جعل الإمام (ع)
يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول: (أجل والله منقبضات). فلما بلغ إلى قوله: (لقد خفتُ في الدنيا
وأيام سَعيها وإنِّي لأرجُو الأمنَ بعد وفاتي) قال الإمام (ع): (آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر). فلما انتهى إلى قوله: (وَقبرٌ بِبَغدادٍ لنفس زكيةٍ تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ).
قال له الإمام (ع): (أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمامُ قصيدتِكَ) ؟
فقال دِعبل: بلى يا ابن رسول الله. فقال الإمام (ع): (وَقَبرٌ بِطُوسٍ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ
توقّد بِالأحشَاءِ في الحُرُقَاتِ) (إِلى الحَشرِ حَتَّى يَبعثُ اللهُ قَائِماً يُفَرِّجُ عَنَّا الهَمَّ وَالكُرُبَاتِ) فقال دعبل: يا ابن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟!! فقال (ع):
(قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري،
ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له).
القصيدة التائية الخالدة
تجاوبن بالارنان والزفراتِ=نوائح عجم اللفظ والنطقاتِ
يخبرن الانفاس عن سر أنفس=اسارى هوى ماض وآخرآتِ
فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضت=صفوف الدجى بالفجر منهزماتِ
على العرصات الخاليات من المها=سلام شج صب على العرصاتِ
فعهدي بها خضر المعاهد مألفا=من العطرات البيض والخفراتِ
ليالي يعدين الوصال على القلى=ويعدي تدانينا على العزباتِ
وإذ هن يلحظن العيون سوافرا=ويسترن بالايدي على الوجناتِ
وإذ كل يوم لي بلحظي نشوة=يبيت بها قلبي على نشواتِ
فكم حسرات هاجها بمحسر=وقوفي يوم الجمع من عرفاتِ
ألم تر للايام ما جر جورها=على الناس من نقض وطول شتاتِ
ومن دول المستهزئين ومن غدا=بهم طالبا للنور في الظلماتِ
فكيف ومن أنى بطالب زلفة=إلى الله بعد الصوم والصلواتِ
سوى حب أبناء النبي ورهطه=وبغض بني الزرقاء والعبلاتِ
وهند وما أدت سمية وابنها=اولو الكفر في الاسلام والفجراتِ
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه=ومحكمه بالزور والشبهاتِ
ولم تك إلا محنة كشفتهم=بدعوى ضلال من هن وهناتِ
تراثٌ بلا قربى وملكٌ بلا هدى=وحكمٌ بلا شورى بغير هداةِ
رزايا أرتنا خضرة الافق حمرة=وردت اجاجا شعم كل فراتِ
وما سهلت تلك المذاهب فيهم=على الناس إلا بيعة الفلتاتِ
وما قيل أصحاب السقيفة جهرة=بدعوى تراث في الضلال نتاتِ
ولو قلدوا الموصى إليه امورها=لزمت بمأمون على العثراتِ
أخي خاتم الرسل المصفى من القذى=ومفترس الابطال في الغمراتِ
فان جحدوا كان الغدير شهيده=وبدر واحد شامخ الهضباتِ
وآي من القرآن تتلى بفضله=وإيثاره بالقوت في اللزباتِ
وعز خلال أدركته بسبقها=مناقب كانت فيه مؤتنفاتِ
مناقب لم تدرك بخير ولم تنل=بشئ سوى حد القنا الذرباتِ
نجي لجبريل الامين وأنتم=عكوف على العزى معا ومناتِ
بكيت لرسم الدار من عرفات=وأذريت دمع العين بالعبراتِ
وبان عرى صبري وهاجت صبابتي=رسوم ديار قد عفت وعراتِ
مدارس آيات خلت من تلاوة=ومنزل وحي مقفر العرصاتِ
لآل رسول الله بالخيف من منى=وبالبيت والتعريف والجمراتِ
ديار لعبد الله بالخيف من منى=وللسيد الداعي إلى الصلواتِ
ديار علي والحسين وجعفر=وحمزة والسجاد ذي الثفناتِ
ديار لعبد الله والفضل صنوه=نجي رسول الله في الخلواتِ
وسبطي رسول الله وابني وصيه=ووارث علم الله والحسناتِ
منازل وحي الله ينزل بينها=على أحمد المذكور في السوراتِ
منازل قوم يهتدى بهداهم=فيؤمن منهم زلة العثراتِ
منازل كانت للصلاة وللتقى=وللصوم والتطهير والحسناتِ
منازل لا تيم يحل بربعها=ولا ابن صهاك فاتك الحرماتِ
ديار عفاها جور كل منابذ=ولم تعف للايام والسنواتِ
فيا وارثي علم النبي وآلهِ=عليكم سلامٌ دائمُ النفحاتِ
قفا نسأل الدار التي خف أهلها=متى عهدها بالصوم والصلواتِ
وأين الاولى شطت بهم غربة النوى=أفانين في الاقطار مفترقاتِ
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا=وهم خير سادات وخير حماةِ
إذا لم نناج الله في صلواتنا=بأسمائهم لم يقبل الصلواتِ
مطاعيم للاعسار في كل مشهد=لقد شرفوا بالفضل والبركاتِ
وما الناس إلا غاصب ومكذب=ومضطغن ذو إحنة وتراتِ
إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر=ويوم حنين أسبلوا العبراتِ
فكيف يحبون النبي ورهطه=وهم تركوا أحشاءهم وغراتِ
لقد لاينوه في المقال وأضمروا=قلوبا على الاحقاد منطوياتِ
فان لم يكن إلا بقربي محمد=فهاشم أولى من هن وهناتِ
سقى الله قبرا بالمدينة غيثه=فقد حل فيه الامن بالبركاتِ
نبي الهدى صلى عليه مليكه=وبلغ عنا روحه التحفاتِ
وصلى الله عليه ما ذر شارق=ولاحت نجوم الليل مبتدراتِ
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا=وقد مات عطشانا بشط فراتِ
إذا للطمت الخد فاطم عنده=وأجريت دمع العين في الوجناتِ
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي=نجوم سماوات بأرض فلاتِ
قبور بكوفان واخرى بطيبة=واخرى بفخ نالها صلواتي
واخرى بأرض الجوزجان محلها=وقبر ببا خمرى لدى الغرباتِ
وقبر ببغداد لنفس زكية=تضمنها الرحمن في الغرفاتِ
وقبر بطوس يا لها من مصيبة=ألحت على الاحشاء بالزفراتِ
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما=يفرج عنا الغم والكرباتِ
علي بن موسى أرشد الله أمره=وصلى عليه أفضل الصلواتِ
فأما الممضات التي لست بالغا=مبالغها منى بكنه صفاتِ
قبورٌ ببطنِ النَّهرِ من جنبِ كربلا=معرَّسُهم منها بشطِّ فراتِ
توفوا عطاشى بالفراتِ فليتني=توفِّيتُ فيهِم قبلَ حينِ وفاتي
إلى اللهِ أشكو لوعةً عندَ ذكرِهم=سقتني بكأسِ الثّكلِ والفظعاتِ
أخاف بأن ازدارهم فتشوقني=مصارعهم بالجزع فالنخلاتِ
تغشاهم ريب المنون فما ترى=لهم عقرة مغشية الحجراتِ
خلا أن منهم بالمدينة عصبة=مدينين أنضاء من اللزباتِ
قليلة زوار سوى أن زورا=من الضبع والعقبان والرخماتِ
لهم كل يوم تربة بمضاجع=ثوت في نواحي الارض مفترقاتِ
تنكبت لاواء السنين جوارهم=ولا تصطليهم جمرة الجمراتِ
وقد كان منهم بالحجاز وأرضها=مغاوير نجارون في الازماتِ
حمى لم تُطره المبدياتُ وأوجهٌ=تضئ لدى الإيسار والظلماتِ
إذا وردوا خيلا بسمر من القنا=مساعير حرب أقحموا الغمراتِ
فان فخروا يوما أتوا بمحمد=وجبريل والفرقان والسوراتِ
وعدوا عليا ذا المناقب والعلى=وفاطمة الزهراء خير بناتِ
وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى=وجعفرا الطيار في الحجباتِ
اولئك لا ملقوح هند و تِربِها=سمية من نوكى ومن قذراتِ
ستسأل تيم عنهم وعديها=وبيعتهم من أفجر الفجراتِ
هم منعوا الآباء عن أخذ حقهم=وهم تركوا الابناء رهن شتاتِ
وهم عدلوها عن وصي محمد=فبيعتهم جاءت عن الغدراتِ
وليهم صنو النبي محمد=أبوالحسن الفراج للغمراتِ
ملامك في آل النبي فانهم=أحباي ما داموا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لنفسي إنهم=على كل حال خيرة الخيراتِ
نبذت إليهم بالمودة صادقا=وسلمت نفسي طائعا لولاتي
فيا رب زدني في هواي بصيرة=وزد حبهم يا رب في حسناتي
سأبكيهم ما حج لله راكب=وما ناح قمري على الشجراتِ
وإني لمولاهم وقال عدوهم=وإني لمحزون بطول حياتي
بنفسي أنتم من كهول و فتية=لفك عناة أو لحمل دياتِ
وللخيل لما قيد الموت خطوها=فأطلقتم منهن بالذرباتِ
احب قصي الرحم من أجل حبكم=وأهجر فيكم زوجتي وبناتي
وأكتم حبيكم مخافة كاشح=عنيد لاهل الحق غير مواتِ
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة=فقد آن للتسكاب والهملاتِ
لقد حَفّت الأيامُ حولي بشرّها=وإني لارجو الأمن بعد وفاتي
إلم تر أني مذ ثلاثون حجة=أروح وأغدو دائم الحسراتِ
أرى فيئهم في غيرهم متقسما=وأيديهم من فيئهم صفراتِ
وكيف اداوي من جوى بي والجوى=امية أهل الكفر واللعناتِ
وآل زياد في الحرير مصونة=وآل رسول الله منهتكاتِ
سأبكيهم ما ذر في الافق شارق=ونادى مناد الخير بالصلواتِ
وما طلعت شمس وحان غروبها= وبالليل أبكيهم وبالغدواتِ
ديار رسول الله أصبحن بلقعا=وآل زياد تسكن الحجراتِ
وآل رسول الله تدمى نحورهم=وآل زياد ربة الحجلاتِ
وآل رسول الله تُسبى حريمهم=وآل زياد آمنوا السرباتِ
وآل رسول الله نُحفٌ جُسومُهم=و آل زيادٍ غُلظُ القصراتِ
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم=أكفا عن الاوتار منقبضاتِ
فلو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد=تقطع نفسي إثرهم حسراتِ
خروج إمام لا محالة خارج=يقوم على اسم الله والبركاتِ
يميز فينا كل حق وباطل=ويجزي على النعماء والنقماتِ
فيا نفس طيبي ثم يا نفس فابشري=فغير بعيد كل ما هو آتِ
ولا تجزعي من مدة الجور إنني=أرى قوتي قد أذنت بثباتِ
فيا رب عجل ما اؤمل فيهم=لاشقي نفسي من أسى المحناتِ
فان قرب الرحمان من تلك مدتي=وأخر من عمري ووقت وفاتي
شفيت ولم أترك لنفسي غصة=ورويت منهم منصلي وقناتي
فاني من الرحمن أرجو بحبهم=حياة لدى الفردوس غير بَتاتِ
عسى الله أن يرتاح للخلق إنه=إلى كل قوم دائم اللحظاتِ
فإن قلتُ عرفاً أنكروهُ بمنكرٍ=و غطوا على التحقيق بالشبهاتِ
سأقصرُ نفسي جاهداً عن جدالهم=كفاني ما ألقى من العبراتِ
أحاولُ نقلَ الشمس من مُستقرها=و إسماعُ أحجارٍ من الصَلَدَاتِ
فمن عارفٍ لم ينتفع، و معاندٍ=يميلُ معَ الأهواءِ و الشهواتِ
قُصَارَاي منهم أن أبوء بغصةٍ=ترددَ في صدري و في لهَواتي
كأنكَ بالأضلاعِ قد ضاقَ رحبها=لما ضُمنت من شدة الزفراتِ
Testing
ثم نهض الإمام (ع) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة، وأمره أن لا يبرح من موضعه، ودخل الدار فأرسل له بيد الخادم صرَّة فيها مائة دينار. فقال دعبل: والله ما لهذا جئت، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل إليَّ، وردَّ الصرَّة. وسأل ثوباً من ثياب الإمام (ع) ليتبرَّك ويتشرَّف به. فأنفذ إليه الإمام (ع) جُبَّةَ خزٍّ مع الصرَّة، فأخذ دعبل الصرَّة والجُبَّة وانصرف.
البيت 1- الإرنان: صوت البكاء. عجم اللفظ: عدم حسن اللفظ و النطق به.
البيت 3- تقوّض: انهار. الدجى: الليل.
البيت 4- العرصات: ج العرصة و هي ساحة الدار. المها: ج المهاة، و هي البقرة الوحشيّة. الشجيّ: الحزين.
البيت 5- الخفرات: الشديدات الحياء.
البيت 6- القلى: البغض. التداني: الاقتراب. الغربات: ج الغربة و هي البعد.
البيت 7- السوافر: ج السافرة و هي الكاشفة عن وجهها.
البيت 9- محسّر: اسم موضع بين مكّة و عرفات.
البيت 10- جورها: ظلمها. الشتات: التفرّق.
البيت 11- المستهتر: الّلا مبالي.
البيت 12- أنّى: كيف. الزلفة: القربى.
البيت 13- رهط الرجال: قومه. الزرقاء: هي أمّ مروان بن الحكم، و كان مروان يعيّر بها لفجورها. العبلات: ج العبلة و هي أمّ قبيلة من قريش يُعرف أهلها ب(العبلات) و هم أميّة الصغرى.
البيت 14- هند: هي أمّ معاوية بن أبي سفيان. سميّة: هي أم زياد بن أبيه الذي ألحقه معاوية بنسبه، لأنه كان مجهول الأب.
البيت 15- نقض العهد: نكثه. الكتاب: القرآن الكريم.
البيت 16- المحنة: البليّة.
البيت 18- الرزايا: ج الرزيّة و هي المصيبة. الماء الأجاج: المالح. الفرات: العذب.
البيت 19- بيعة الفلتات: بيعة السقيفة. يقول: إن الذي سهّل الأمر و وطده إلى الأمويين هو بيعة السقيفة، و قد روي عن عمر بن الخطّاب أنه قال: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
البيت 20- السقيفة: مكان مظلّل لبني ساعد، فيه بويع أبو بكر بعد مشادّة و مجاذبة بين الأنصار و المهاجرين. الترات: الأحقاد. الإمرة: الإمارة.
البيت 21- الموصى إليه: أي الإمام علي (ع)، و قد كثرت الأحاديث عن هذه الوصيّة. زمّت: شدّت. العثرات: الزلّات و السقطات.
البيت 22- المصفّى من القذى: أي البريء من العيب. الغمرات: الحروب. و في هذا البيت إشارة إلى قوله (ص) لعلي (ع): أنت أخي في الدنيا و الآخرة.
البيت 23- جحدوا: أنكروا. الغدير: هو غدير خم، و خم: واد بين مكّة و المدينة. و في هذا المكان خطب الرسول (ص) بعد حجّة الوداع معلناّ البيعة و الموالاة للإمام علي (ع) بقوله: (من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه).
البيت 24- آي: ج آية و هي كل كلام منفصل عن غيره من السور القرآنية. اللزبات: ج اللزبة و هي الشدّة.
البيت 25- الخلال: الخصال. المناقب: ج المنقبة و هي الفعل الكريم. المؤتنفات: المتتاليات و المستأنفات.
البيت 26- الكيد: المكر و الخداع. القنا الذربات: الرماح الحادّة.
البيت 27- النجيّ: المحدّث. العزّى و مناة: من أصنام العرب.
البيت 28- الرسم: الأثر الباقي من المنزل. أذرت العين الدمع: أسالته. و هذا البيت مطلع القصيدة في بعض المخطوطات.
البيت 29- فكّ عرى الصبر: هيّجه. الصبابة: الشوق. أقفرت: خلت من الأنس.
البيت 31- الخيف ومنى والركن والتعريف والجمرات: مواضع ترمى فيها الجمرات، و هي الحجارة الصغيرة و هي من مناسك الحج.
البيت 33- جعفر: جعفر الطيار أخو الإمام علي و ابن عم الرسول (ص) و حامل اللواء في غزوة مؤتة، كناه النبي (ص) ب(ذي الجناحين). حمزة: حمزة بن عبد المطلب عم النبي (ص)، قاتل و استشهد في بدر فبقرت هند أم معاوية بطنه ولاكت كبده. السجاد ذو الثفنات: هو الإمام علي السجاد (ع) المعروف ب(زين العابدين) رابع الأئمة، لقب بالسجاد ذو الثفنات لوجود ثفنة بين عينيه من كثرة السجود.
البيت 34- عبدالله: هو عبدالله بن عباس لازم الرسول (ص) و روى عنه الأحاديث، و كان الناس يأتونه للفقه و العلم، و كان آية في الحفظ. الفضل: هو الفضل بن العباس أخو عبدالله بن العباس، من شجعان الصحابة، أردفه الرسول وراءه يوم حجّة الوداع، فلقّب ب(ردف رسول الله).
البيت 40- عفاها: محاها. الجور: الظلم. المنابذ: المخالف.
البيت 43- الألى: الذين. شطّت: بعدت. الأفانين: ج الفن الفن و هو النوع.
البيت 47- المضطغن: الحاقد. الإحنة: الحقد و الغضب. الترات: ج الترة و هي الثأر.
البيت 48- بدر و خيبر و حنين أسماء مواقع للمسلمين مع المشركين.
البيت 49- وغرات: متّقدة غضباً.
البيت 50- لاينوه: أظهروا له اللين. أضمروا: أخفوا. يقول: إنهم أظهروا له الطاعة و أخفوا الحقد و العداوة.
البيت 51- هن وهنات: كناية عمّا لا يمكن التصريح به.
البيت 52- الغيث: المطر.
البيت 54- ما ذرّ شارق: ما طلعت الشمس.
البيت 55- أفاطم: يا فاطمة. و هي ابنة الرسول (ص). الحسين: هو الإمام الحسين الشهيد (ع). مجدلا: مصروعاً على الأرض.
البيت 58- كوفان: الكوفة، و فيها اغتيل الإمام علي (ع) و استشهد مسلم بن عقيل عم الحسين (ع) و مبعوثه في إلى الكوفة. طيبة: المدينة المنورة و فيها قبور آل البيت (ع). فخ: واد بمكّة فيه قبور بعض الذين استشهدوا أيّام بني العباس.
البيت 59-الجوزجان: كورة بين مرو و الروذ، فيها قبر يحيى بن زيد بن علي بن الحسين الذي صلبه الأمويون على باب المدينة. باخمرا: موضع بين الكوفة و واسط و فيه قبر إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن علي. العرمات: ج العرمة و هي مجموعة من الحجارة.
البيت 60- في بغداد قبر الإمامين الكاظم و الجواد (ع)، و يروى أن دعبلاً لما بلغ هذا البيت قال له الإمام الرضا: (أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ فقال بلى يابن رسول الله فقال الإمام: (وقبر بطوس يا لها من مصيبة..ألحت على الاحشاء بالزفراتِ - إلى الحشر حتى يبعث الله قائما..يفرج عنا الغم والكرباتِ).
البيت 64- الممضات: ما يحرق الفؤاد.
البيت 65- المعرّس: من التعريس و هو النزول في المكان. و النفوس هي للشهيد الإمام الحسين (ع) و أصحابه الأبرار الذين استشهدوا معه في كربلاء.
البيت 67- اللوعة: حرقة الفؤاد.
البيت 69- ريب الزمان: حوادثه. العقوة: ما حول الدار.
البيت 70- عصبة: جماعة. الأنضاء: ج النضو و هو الضعيف.
البيت 71- الرخمات: ج الرخمة و هي طائر من الجوارح يشبه النسر.
البيت 73- تنكّب: أي تتنكّب، حذفت إحدى التائين للتخفيف و الضرورة. اللأواء: الشدّة. تصطليهم: هنا تقربهم. جمرة الجمرات: كناية عن الأحزان و الآلام.
البيت 74- المغاوير: ج المغوار و هو المقاتل الكثير الغارات. سروات القوم: سادتهم.
البيت 75- تطره: تفرّقه. المبديات: الشدائد. الإيسار: الغنى.
البيت 76- الغمرات: الحروب.
البيت 80- الترب: الممثل في العمر. النوكى: الحمقى.
البيت 81- تيم: اسم قبيلة ينتسب إليه أبو بكر الصديق. عديّ: قبيلة ينتسب إليها عمر بن الخطاب.
البيت 89- القمريّ: نوع من الحمام.
البيت 91- العناة: ج العاني و هو الأسير. الدية: ثمن دم القتيل.
البيت 94- الكاشح: الذي يضمر العداوة و البغضاء.
البيت 95- التسكاب: شدّة السكب. الهملات: شدّة الانهمار.
البيت 96- حفّت: أحاطت.
البيت 97- الحجة: السنة.
البيت 98- الفيء: الخراج. صفرات: خالية. قيل: لما بلغ دعبل هذا البيت بكى الإمام الرضا (ع) و قال صدقت يا خزاعي. يقول إن الغنائم مقسّمة في غيرهم، و حقّهم منها صفر ظلماً و عدواناً.
البيت 99- الجوى: شدّة الحزن. التبعات: ج التبعة و هي هنا عاقبة العمل من شرّ.
البيت 103- البلقع: الأرض الخالية.
البيت 104- النحور: ج النحر و هو الصدر. السربات: ج السرب و هو الإبل.
البيت 105- الحريم: النساء. تُسبى: تؤسر. الحجلة: موضع يزيّن بالستور.
البيت 106- القصرات: ج القصرة و هي أصل العنق.
البيت 107- وتروا: أصيبوا بمكروه، ظُلموا. الواتر: الظالم. و الأوتار: ج الوتر و هو الذي يُشدّ به على العود آلة الطرب. و قيل: لما أنشد دعبل هذا البيت جعل الإمام الرضا يقلب كفيه و يقول: (أجل والله منقبضات).
البيت 110- و قيل عندما انتهى دعبل من إنشاد هذا البيت قال الإمام: (يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين -يعني هذا البيت و الذي سبقه-).
البيت 112- لا تجزعي: لا تخافي. الجور: الظلم.
البيت 115- الرزيّة: المصيبة الشديدة. المنصل: السيف. القناة: الرمح.
البيت 116- البتات: القطع.
البيت 118- العرف: المعروف. الشبهات: ج الشبهة و هي الالتباس.
البيت 120- الحجر الصلد: القاسي و الصلب.
البيت 122- قصاراي: أقصى جهدي و غايتي. اللهوات: ج اللهوة و هي اللحمة المشرفة على الحلق.
البيت 123- الرحب: السعة.