آخر مُذَكراتِ مُحارِبٍ قَديمٍ
سنة 2016
لا زيتَ في وجعِ الفانوسِ .. يُشعِلُهُ = ولا سماءُ حِكاياتٍ تُبَلِّلُهُ
مُسافِرٌ في صَهيلِ الليلِ ، مُرتقِبٌ = يُوثِّقُ الدَّربَ ما أَعيَتْهُ أرجُلُهُ
مُؤجِّلًا وَجْهَهُ ، والجمرُ قَبضَتُهُ = لَكِّنَما هَمهَماتِ الغيبِ تشغَلُهُ
وَهَائِمًا .. تَمْتَماتُ الوَحي تُقْرِؤُهُ ، = بِصَمْتِهِ صوتُ خيماتٍ يُرتِّلُهُ
مَلامِحُ الليلِ ما كانَتْ تُمارِسُهُ = وإنْ تَسَمَّرَ في عينيهِ أليلُهُ
وإنْ تَدثَّرَ في لَحْنٍ بِلا وَجَعٍ = فَدمعَةُ السيفِ مَوَّالٌ يُؤوِّلُهُ
عرِفتُهُ يُتقِنُ الإيجازَ ، يشرحُهُ = حَنَانُهُ ، لحظةُ النَجوى تُفَصِّلُهُ
ورحمةً يعرِفُ الأعداءُ روعَتَها ، = فقلبُ زينبَ لا ما كانَ يجهلُهُ
تَكلَّمَ الدمعَ تَفْصيلًا لِيختصِرَ ال = سنينَ .. إذ أصدقُ الإيجازِ أجزَلُهُ
وأجزلُ البوحِ هذا الدمعُ .. أسمعُهُ = فيستفيقُ على خَدَيَّ جَدوَلُهُ
وراحَ يعزِفُ لليلِ الجريحِ مَدًى = ويبذرُ الوردَ موَّالًا ويشتلُهُ
وَ ظَلَّ يزرعُ ألحَانًا تُراوِدُهُ = بالذكرياتِ .. وكم أشجاهُ بُلبُلُهُ
أخافُ مِنْ غيمةٍ بالدمعِ مُثقلةٍ = إذا سَقَتْهُ بهذا النزفِ تُذبلُهُ
أخافُ مِنْ طِفلةٍ تبكي .. تُسائلُهُ: = " متى سنرجعُ ؟ " ، هذا الحُلْمُ يُثقِلُهُ
أخافُ مِني، صدىً في الروحِ يهمسُ لي: = " غدًا على هَذهِ الرملاتِ موئِلُهُ "
تِعِبتُ ألمسُ في عينيهِ أجوِبَةً = فَيرجِعُ الموتُ مُختالًا وَيَسْألُهُ
هُناكَ حيثُ أنايَ الآنَ واقفةٌ = مُسافِرٌ فيهِ .. يحدوني تأمُّلُهُ
أنا وظِلِّي وبعضٌ لستُ أذكُرُهُ .. = مُشتتٌ .. حائِرٌ، قيدٌ يُكبِّلُهُ
أصيحُ: " يا ليلُ .. أبوابٌ تُحاصِرُني " = أُفَتِّحُ الدَربَ والأوجاعُ تُقفلُهُ
رأيتني .. رجعُ أصداءٍ تُمزِّقُني = تُصادرُ القَلبَ مكثورًا فتُذهِلُهُ
رأيتهُ .. بعضُ آياتُ تُهدهِدُهُ = مِنْ سورةِ ( الفَجرِ ) نحوَ اللهِ تحمِلُهُ
ماذا ؟ إلى أين أمضي ؟ والحسينُ هُنا = يقولُ : أنَّ غدًا قد لاحَ مقتلُهُ
أقولُ : مَنْ لخيامٍ كلُّها أملٌ ؟ = لزينبٍ .. لطريق الأسرِ ..تُكملُهُ
لنهضةٍ الروحِ للإنسانِ مضطهدًا = لِعَالَمٍ ..لمْ يزلْ عطفًا يُظلِّلُهُ
لهَالةٍ في طريق الطُهرِ نابضةٍ = فأطهرُ الحُبِ ما في السبطِ أوَّلُهُ
ومَنْ لروحيَ .. فيضُ الحُبِ أنسَنَها = ومَنْ لقلبيَ .. طفلٌ كانَ يكفلُهُ