عَبراتٌ حسينيّةٌ
سنة 2016
غُسْلاً بَكَيْنَا للمرمَّلِ بالدِّما=ولفَفَنَا كلَّ جراحِهِ بسوادِ
بحرًا بَكَيْنا في أراضي كربلا=بدلَ الفراتِ العلقميِّ العادي
فعسى بِهِ نروِي عَطاشى المصطفى=وعساهُ يُخْمِدُ جمرةَ الأكبادِ
هيهاتَ تُطْفِي أنهرٌ لدموعِنا=ما قد تأجَّجَ تحتَ تلِّ رَمادِ
وجَّهْنا نحوَكَ يا حُسَينُ وجوهَنا=مُذ قد سمِعْنَا صرخةً لمنادِ :
هلْ مِنْ مُعينٍ ضاربٍ بحسامِهِ=مَنْ ذَا يقدِّمُ في الطفوفِ جوادي
زحفًا أتَيْنَا كي نلبِّيكَ النِّدا=بالأهلِ بالأرواحِ بالأولادِ
مُذْ جئْنَا أرضَ الطفِّ ثارَ غبارُها=والنارُ تُشعِلُ مهجتي وفؤادي
وتكادُ روحي ترتقي لوصالِكم=لتطالَ هامًا مِنْ على الأعوادِ
وتجوبُ أرضَ الطفِّ أينَ إمامُها=طاحَ الحسينُ وطاحُ كلُّ مرادي
وغدا لصخرِ الطفِّ صوتٌ فاجعٌ=هُوَ صوتُ رضّةِ أضلعٍ بجيادِ
أترضُّ تلكَ الخيلُ صدرَ حسينِنا=وأبو الحسينِ لأهلِها هُوَ حادِ؟
وتأخَّرَ الرّكبُ المحبُّ لنصرِكُمْ=ليتَ لذاكَ اليومِ مِنْ ميعادِ
ليتَ الزمانَ بِنَا يعودُ لقربِكُمْ=ونلمُّ جرحَكَ يا أبا السجّادِ
لكنّهُ فاتَ الأوانُ لفقدِكُمْ=ولبِسْنَا طولَ الدّهرِ ثوبَ حِدادِ
أحرَقْتَ يا غدرَ الطّفوفِ قلوبَنا=وهدَمْتَ مِنْ خِيَمِ الزّمانِ عمادِي
ها قَدْ ترَكْنَا في هَواكَ عيالَنا=وإليكَ جِئْنَا كلُّنُا لكَ فادِ
فأعِدْنا يا ربِّ لوادي كربلا=فإذا بيومِ الحشرِ كنتُ أنادي
أدرِكْني يا نورَ العيونِ بنظرةٍ=إنْ طوَّحَ نحوَ الحميمِ الحَادي