غُسْلاً بَكَيْنَا للمرمَّلِ بالدِّما=ولفَفَنَا كلَّ جراحِهِ بسوادِ بحرًا بَكَيْنا في أراضي كربلا=بدلَ الفراتِ العلقميِّ العادي فعسى بِهِ نروِي عَطاشى المصطفى=وعساهُ يُخْمِدُ جمرةَ الأكبادِ هيهاتَ تُطْفِي أنهرٌ لدموعِنا=ما قد تأجَّجَ تحتَ تلِّ رَمادِ وجَّهْنا نحوَكَ يا حُسَينُ وجوهَنا=مُذ قد سمِعْنَا صرخةً لمنادِ : هلْ مِنْ مُعينٍ ضاربٍ بحسامِهِ=مَنْ ذَا يقدِّمُ في الطفوفِ جوادي زحفًا أتَيْنَا كي نلبِّيكَ النِّدا=بالأهلِ بالأرواحِ بالأولادِ مُذْ جئْنَا أرضَ الطفِّ ثارَ غبارُها=والنارُ تُشعِلُ مهجتي وفؤادي وتكادُ روحي ترتقي لوصالِكم=لتطالَ هامًا مِنْ على الأعوادِ وتجوبُ أرضَ الطفِّ أينَ إمامُها=طاحَ الحسينُ وطاحُ كلُّ مرادي وغدا لصخرِ الطفِّ صوتٌ فاجعٌ=هُوَ صوتُ رضّةِ أضلعٍ بجيادِ أترضُّ تلكَ الخيلُ صدرَ حسينِنا=وأبو الحسينِ لأهلِها هُوَ حادِ؟ وتأخَّرَ الرّكبُ المحبُّ لنصرِكُمْ=ليتَ لذاكَ اليومِ مِنْ ميعادِ ليتَ الزمانَ بِنَا يعودُ لقربِكُمْ=ونلمُّ جرحَكَ يا أبا السجّادِ لكنّهُ فاتَ الأوانُ لفقدِكُمْ=ولبِسْنَا طولَ الدّهرِ ثوبَ حِدادِ أحرَقْتَ يا غدرَ الطّفوفِ قلوبَنا=وهدَمْتَ مِنْ خِيَمِ الزّمانِ عمادِي ها قَدْ ترَكْنَا في هَواكَ عيالَنا=وإليكَ جِئْنَا كلُّنُا لكَ فادِ فأعِدْنا يا ربِّ لوادي كربلا=فإذا بيومِ الحشرِ كنتُ أنادي أدرِكْني يا نورَ العيونِ بنظرةٍ=إنْ طوَّحَ نحوَ الحميمِ الحَادي