آخرُ غارٍ تعبَّدَ فيهِ
سنة 2016
صدمَ الحقيقَةَ مُذْ أتاها هُدْهُدُهْ=لا شيءَ فوقَ الأرضِ جاءَ يُمَهِّدُهْ
لمَّا تشهَّدَ أرعبَ الدنيا فماذا=لو تصاعَدَ للسماءِ تَشَهُّدُهْ
يتَغمَّدُ العرشَ، السماءَ، اللوحَ ، ماذا=يا تُرى في الخلقِ قَدْ يتغَمَّدُهْ
أجرى على جُرحِ الجهالَةِ بلسمَ=الأوداجِ، والعباسُ ظلَّ يُضَمِّدُهْ
هُوَ مرجِعُ الحُبِّ الذي ظلَّ الشُّعورُ=بِلا شكوكٍ مُذْ أتاهُ يُقلِّدُهْ
قَدْ وحَّدَ الرحمٰنَ قبلَ القبلِ حتَّى=كانَ جبرائيلُ فيهِ يُوَحِّدُهْ
وجهُ الإمامةِ كانَ أقربَ نُقطةٍ=للفهمِ، لا أدري فماذا أبعدُهُ
فردًا يسيرُ إذا أرادَ تَحَشُّدًا=يكفي بعبّاسِ الزمانِ تحشُّدُهْ
إنْ مرَّ وجهُ الحُزنِ يومًا في نوافِذِهِ=الإلهُ مِنَ الحقيقَةِ يُسعِدُهْ
طُلَّابُهُ الحُبُّ، السلامُ، الضوءُ، هذا=ما يُخرِّجُ للخليقَةِ معهَدُهْ
أصلُ العطورِ الزهرُ، أعني أنَّ آلَ=اللهِ ريحُ اللهِ وهوَ تَوَرُّدُهْ
مِنْ فرطِ ما وهبَ السّما إحساسَهُ=النَّورَسُ الخفَّاقُ ظَلَّ يُغَرِّدُهْ
قبسٌ عليهِ تزاحَمَ الماءُ المنافِقُ=كُلَّما رَشُّوهُ زادَ تَوَقُّدُهْ
قالوا بأنَّ السبطَ يعبدُ ربَّهُ=في الطفِّ والأسيافُ كانَتْ تعبُدُهْ
رَحِمُ الأُمومَةِ حارَ فيهِ، فكيفَ في=صمتِ المدى هذا الضَّجيجُ يُوَلِّدُهْ
أبدًا جديدٌ كيفَما تمشي الحياةُ=ولا سِواهُ قديمُهُ مُتَجَدِّدُهْ
مِضمارُهُ وحيُ السماءِ وليسَ فيهِ=عَداهُ يجري والمسافَةُ مِقوَدُهْ
تتقاذَفُ الأضواءُ حولَ ثِيابِهِ=لا ضوءَ يظفَرُ فيهِ، ليسَ يُحدِّدُهْ
في سُبحَةِ الملكوتِ، كَفُّ الغيبِ قَدْ=دارَتْهُ حتّى يستحيلَ تَرَصُّدُهْ
وعلى مِياهِ العرشِ، تَرَّبَ قَطْرَها=وتَوسَّطَ الماءَ المُتَرَّبَ مرقَدُهْ
مِنْ فرطِ ما حَمَدَ الإلَهَ، تَحمَّدَتْ=ذَرَّاتُهُ فكأنّما هُوَ أحمَدُهْ