صدمَ الحقيقَةَ مُذْ أتاها هُدْهُدُهْ=لا شيءَ فوقَ الأرضِ جاءَ يُمَهِّدُهْ لمَّا تشهَّدَ أرعبَ الدنيا فماذا=لو تصاعَدَ للسماءِ تَشَهُّدُهْ يتَغمَّدُ العرشَ، السماءَ، اللوحَ ، ماذا=يا تُرى في الخلقِ قَدْ يتغَمَّدُهْ أجرى على جُرحِ الجهالَةِ بلسمَ=الأوداجِ، والعباسُ ظلَّ يُضَمِّدُهْ هُوَ مرجِعُ الحُبِّ الذي ظلَّ الشُّعورُ=بِلا شكوكٍ مُذْ أتاهُ يُقلِّدُهْ قَدْ وحَّدَ الرحمٰنَ قبلَ القبلِ حتَّى=كانَ جبرائيلُ فيهِ يُوَحِّدُهْ وجهُ الإمامةِ كانَ أقربَ نُقطةٍ=للفهمِ، لا أدري فماذا أبعدُهُ فردًا يسيرُ إذا أرادَ تَحَشُّدًا=يكفي بعبّاسِ الزمانِ تحشُّدُهْ إنْ مرَّ وجهُ الحُزنِ يومًا في نوافِذِهِ=الإلهُ مِنَ الحقيقَةِ يُسعِدُهْ طُلَّابُهُ الحُبُّ، السلامُ، الضوءُ، هذا=ما يُخرِّجُ للخليقَةِ معهَدُهْ أصلُ العطورِ الزهرُ، أعني أنَّ آلَ=اللهِ ريحُ اللهِ وهوَ تَوَرُّدُهْ مِنْ فرطِ ما وهبَ السّما إحساسَهُ=النَّورَسُ الخفَّاقُ ظَلَّ يُغَرِّدُهْ قبسٌ عليهِ تزاحَمَ الماءُ المنافِقُ=كُلَّما رَشُّوهُ زادَ تَوَقُّدُهْ قالوا بأنَّ السبطَ يعبدُ ربَّهُ=في الطفِّ والأسيافُ كانَتْ تعبُدُهْ رَحِمُ الأُمومَةِ حارَ فيهِ، فكيفَ في=صمتِ المدى هذا الضَّجيجُ يُوَلِّدُهْ أبدًا جديدٌ كيفَما تمشي الحياةُ=ولا سِواهُ قديمُهُ مُتَجَدِّدُهْ مِضمارُهُ وحيُ السماءِ وليسَ فيهِ=عَداهُ يجري والمسافَةُ مِقوَدُهْ تتقاذَفُ الأضواءُ حولَ ثِيابِهِ=لا ضوءَ يظفَرُ فيهِ، ليسَ يُحدِّدُهْ في سُبحَةِ الملكوتِ، كَفُّ الغيبِ قَدْ=دارَتْهُ حتّى يستحيلَ تَرَصُّدُهْ وعلى مِياهِ العرشِ، تَرَّبَ قَطْرَها=وتَوسَّطَ الماءَ المُتَرَّبَ مرقَدُهْ مِنْ فرطِ ما حَمَدَ الإلَهَ، تَحمَّدَتْ=ذَرَّاتُهُ فكأنّما هُوَ أحمَدُهْ