رأيْـــتَ ســمـاءَ اللهِ تـسـتنهضُ الأرْضــا
فــأدْرَكْـتَ .. قُـرْبـانًـا بـغَـيْرِكَ لا
تـرْضـى
فَـلَمْ تـحتملْ مَـسْراكَ أرضٌ .. سـماؤها
بِــكُـلِّ ثـنـايـاها هَــوَتْـكَ هـــوًى
مَـحْـضـا
فــأقْـرَضْـتَـهـا نَــفْــسًــا وَآلًا وإخــــــوةً
وَصَـحْـبًـا وأولادًا فــمـا أعْــظَـمَ
الـقَـرْضا
أ تـكـبو عـلـى الـغـبراءِ مَـحْـنِيَّ قـامةٍ ؟
وَقَـــدْ ألِـفَـتْـكَ الــحَـرْبُ تـكـبـو
لِـتَـنْقَضَّا
سـعـى لَــكَ عِـزْريـلٌ مِــنَ اللهِ مُـرْسَـلًا
فـلبَّيْتَهُ .. مَـنْ قـالَ لَـمْ تـستطِعْ نـهْضا
؟
فـأقْـبَـضْـتَهُ روحًـــا فِـــداءٌ لَــهـا الــمَـلا
جـميعًا .. فـما أشقى وما أرأفَ القبضا
!
أُكــــــذِّبُ كُـــــلَّ الـنـاقـلـيـنَ روايـــــةً
يُـخَـبِّئُ خـلْـفَ الـحُـبِّ مَـضْمونُها
الـبُغْضا
وأكــفُـرُ فـــي عِـلْـمِ الـرِّجـالِ مُـشَـكِّكًا
بـأمْـرٍ لــهُ عـيـنُ الـحـصيفِ تــرى
نـقْضا
رَأوْكَ بِــصــحـراءِ الــنَّـواويـسِ عــاريًــا
رأيْــتُـكَ سَــيْـفَ اللهِ قــدْ آنَ أنْ
يُـنْـضى
فـكـيْـفَ يَــعـافُ الــعِـرْضَ بَــيْـنَ أراذلٍ
دَمٌ ثــائـرٌ لـــلآنَ يـحـمـي لَـنـا
الـعِـرْضا؟
إذا لَــــمْ يــكُــنْ قَـــدْ أوْدَعَ اللهَ رَحْــلَـهُ
لِـيُـنْـبِـئَهُ فــيـمـا يــكـونُ ومـــا
يُـقـضَـى
وَيُــشْــهِـدَهُ آيـــــاتِ خــطْــبـةِ زَيْــنَــبٍ بِـعَـيْـنٍ لــهـا الـجـبّـارُ مِــنْ نُــورِهِ
وَضَّــا
أيــــا ظـامِـئًـا والـبِـيْـدُ فـــي ذِكْـرَيَـاتِـها
إذا اسْـتَـمْطَرَتْ مِـنْـهُ تَـوَخَّـتْ بِـهِ
حَـوْضا
فـأغْـدَقَـهـا حَــــدَّ الـنـمـاءِ وَلَـــمْ يَـــزَلْ
رَوِيًّـــا يُـحـاكـي بَـــوْحُ أشـذائـهِ
الـرَّوْضـا
فــقـأتَ عُــيُـوْنَ الـمُـسـتحيلِ بِـخِـنْـصِرٍ
قـطـيعٍ لــذا غــارتْ ولَــمْ تـبرَحِ
الـغَمْضا
وَقَــبْـلَـكَ لَـــمْ تــجْـرُؤْ لــرؤيـاهُ أعْــيُـنٌ
وفـي عـالَمِ الإمـكانِ لَـمْ يـستَطِعْ
خَـوْضا
وأسْــرَجْـتَ لـلـمَـجْدِ الـقَـصـيِّ قــوافـلًا
يـحـثُّ عـلـى نَـيْـلِ الـرَّدى بَـعْضُها
بَـعْضا
وعــبَّــدْتَ دربَ الـثـائـرينَ عــلـى الأذى
ورودًا بــأجــســادٍ مُـــجَــزَّرةِ
الأعـــضــا
وطـاوَلْـتَ أعـنـانَ الـمـجرَّاتِ فـي الـعُلا
بِــصَـدْرٍ يــطـالُ الـمُـنـتهى كُـلّـمـا
رُضَّــا
وأنْـدَيْـتَ خــدَّ الـشَّـمْسِ لَـمَّا تـجاسَرَتْ
عـلى جَـسَدٍ مِـنْ نُـوْرِهِ اسْتَجْدَتِ
الوَمْضا
فـــذا جَـفْـنُـها قـــانٍ عـلـى مــا لَـقِـيْتَهُ
وذا ثــوبُــهـا داجٍ وذا طَــرْفُــهـا
ابــيـضَّـا
فـلـلـشـمْسِ رأيٌ فــيـكَ أنَّـــكَ نُــورُهـا
سـيلقى لـهُ في الحَشْرِ كُلُّ الورى
دَحْضا
فَــقَـدْ سـخَّـرَ الـجـبَّارُ مــا كــانَ خـالِـقًا
لِـعِـلَّـةِ مـخـلـوقٍ بــهـا أكــمـلَ
الـفـرْضـا
حَــبَـا تُــرْبَـكَ الــزَّاكـي يَـــدًا عِـيْـسَـوِيَّةً
لــذلـكَ تـسـتـشفي بـألـطافِهِ
الـمَـرْضى
نَـــعَــمْ ذا دَمٌ لـــلــهِ فـــيــهِ شــواهِــدٌ
فـهَلْ عَـنْ فَـراغٍ أنْ يُـراقَ هُـنا يَـرْضى
؟
أُريْـــقَ عــلـى الـغـبـرا بـأبـشعِ صــورةٍ
لـيـكـتُـبَ لــلأجـيـالِ دسـتـورَهـا
الـغـضَّـا
نـقـيـضانِ يــومَ الـطَـفِّ كَـيْـفَ تـمـازَجَا
فــأيَّـانَ ظِـــلُّ اللهِ تـصـهـرُهُ الـرَّمْـضا
؟
أيــا مُـطْـفِئًا نــارَ الـجـحيمِ عـلـى الأُلـى
تــدبُّ بِـهـمْ روحًــا .. تـعـيشُ بـهمْ
نـبْضا
لــمـاذا تــركْـتَ الـنـارَ تـسـري بـطـفلةٍ
لـفرْطِ الـوَنى والـسُّهْدِ لَـمْ تَسْتَطِعْ
ركْضا
ورأسُــكَ يـتـلو الـكـهْفَ لا بُــدَّ أنْ يــرى
لِـسَـوْطِ الـبـغايا فــي فـواطِـمِكُمْ
عَـضَّـا
عَــلِـيًّـا يــجـوبُ الأرْضَ وَهْـــوَ مُـضّـمَّـخٌ
دَمًــا أشْـعَـلَ الـدُّنيا وَلَـكنْ أبـى
الـخَفْضا
نَـعَـمْ يـا بْـنَ مَـنْ إنْ راحَ لِـلحَرْبِ راجـلًا
تَـجِدْ مَـوْجَها الـعاتي الّـذي اشـتبكَ
افتضَّا
يــلاوي عِـنـانَ الـمَـوْتِ فــي ذي فَـقَارِهِ
كَـنَـفْضِ الــرِّداءِ الـحَـرْبُ يـنـفضُها
نَـفْضا
قــصـيُّ الـنـوايـا لا يُـوانِـيـهِ مَـــنْ نـهـى
عـلى نَـيْلِ مـبْغًى لَـمْ يَـزِدْ فـيهِ مَنْ
حضَّا
وهَــلْ يـتـناهى الـمَدْحُ فـي وصْـفِ جـنَّةٍ
إذا مـا اسـتطالتْ لَمْ يَطَلْ طُوْلُها
العُرْضا
بِـذكراكَ فـيَّ الـسَّعْدُ قَـدْ غـازَلَ الأسـى
فَـمَـنْ مِـنْـهُما أُوْلـيـهِ إنْ مـسَّـني
رفْـضا
ففي السَّعْدِ ما تصبو لهُ النَّفْسُ، والأسى عـلـيـكَ بـــهِ سَــعْـدٌ وإنْ شـفَّـنـي أيـضـا
يــنـوءُ بـــكَ الـتـأريـخُ يـــا آسِـــرَ الـدُّنـا
وتـمضي لـكَ الأوقاتُ مِنْ قَبْلِ أنْ
تُمْضى
فـتُـشْـرِقُ شَـمْـسًـا فــي ديـاجـيرِ أُمَّــةٍ
تـــراكَ بِـعَـيْـنِ اللهِ مِـــنْ نُـــورِهِ
فَـيْـضا
لأنَّـــــكَ سِــفْــرُ الـكِـبْـريـاءِ وَصَــرْحُــهُ
لِـمَـجْدِكَ عـيـنُ الــذُّلِّ لا بُــدَّ أنْ
تُـغْـضى