رأيْتَ سماءَ اللهِ تستنهضُ الأرْضا = فأدْرَكْتَ .. قُرْبانًا بغَيْرِكَ لا ترْضى فَلَمْ تحتملْ مَسْراكَ أرضٌ .. سماؤها = بِكُلِّ ثناياها هَوَتْكَ هوًى مَحْضا فأقْرَضْتَها نَفْسًا وَآلًا وإخوةً = وَصَحْبًا وأولادًا فما أعْظَمَ القَرْضا أ تكبو على الغبراءِ مَحْنِيَّ قامةٍ ؟ = وَقَدْ ألِفَتْكَ الحَرْبُ تكبو لِتَنْقَضَّا سعى لَكَ عِزْريلٌ مِنَ اللهِ مُرْسَلًا = فلبَّيْتَهُ .. مَنْ قالَ لَمْ تستطِعْ نهْضا ؟ فأقْبَضْتَهُ روحًا فِداءٌ لَها المَلا = جميعًا .. فما أشقى وما أرأفَ القبضا ! أُكذِّبُ كُلَّ الناقلينَ روايةً = يُخَبِّئُ خلْفَ الحُبِّ مَضْمونُها البُغْضا وأكفُرُ في عِلْمِ الرِّجالِ مُشَكِّكًا = بأمْرٍ لهُ عينُ الحصيفِ ترى نقْضا رَأوْكَ بِصحراءِ النَّواويسِ عاريًا = رأيْتُكَ سَيْفَ اللهِ قدْ آنَ أنْ يُنْضى فكيْفَ يَعافُ العِرْضَ بَيْنَ أراذلٍ = دَمٌ ثائرٌ للآنَ يحمي لَنا العِرْضا؟ إذا لَمْ يكُنْ قَدْ أوْدَعَ اللهَ رَحْلَهُ = لِيُنْبِئَهُ فيما يكونُ وما يُقضَى وَيُشْهِدَهُ آياتِ خطْبةِ زَيْنَبٍ = بِعَيْنٍ لها الجبّارُ مِنْ نُورِهِ وَضَّا أيا ظامِئًا والبِيْدُ في ذِكْرَيَاتِها = إذا اسْتَمْطَرَتْ مِنْهُ تَوَخَّتْ بِهِ حَوْضا فأغْدَقَها حَدَّ النماءِ وَلَمْ يَزَلْ = رَوِيًّا يُحاكي بَوْحُ أشذائهِ الرَّوْضا فقأتَ عُيُوْنَ المُستحيلِ بِخِنْصِرٍ = قطيعٍ لذا غارتْ ولَمْ تبرَحِ الغَمْضا وَقَبْلَكَ لَمْ تجْرُؤْ لرؤياهُ أعْيُنٌ = وفي عالَمِ الإمكانِ لَمْ يستَطِعْ خَوْضا وأسْرَجْتَ للمَجْدِ القَصيِّ قوافلًا = يحثُّ على نَيْلِ الرَّدى بَعْضُها بَعْضا وعبَّدْتَ دربَ الثائرينَ على الأذى = ورودًا بأجسادٍ مُجَزَّرةِ الأعضا وطاوَلْتَ أعنانَ المجرَّاتِ في العُلا = بِصَدْرٍ يطالُ المُنتهى كُلّما رُضَّا وأنْدَيْتَ خدَّ الشَّمْسِ لَمَّا تجاسَرَتْ = على جَسَدٍ مِنْ نُوْرِهِ اسْتَجْدَتِ الوَمْضا فذا جَفْنُها قانٍ على ما لَقِيْتَهُ = وذا ثوبُها داجٍ وذا طَرْفُها ابيضَّا فللشمْسِ رأيٌ فيكَ أنَّكَ نُورُها = سيلقى لهُ في الحَشْرِ كُلُّ الورى دَحْضا فَقَدْ سخَّرَ الجبَّارُ ما كانَ خالِقًا = لِعِلَّةِ مخلوقٍ بها أكملَ الفرْضا حَبَا تُرْبَكَ الزَّاكي يَدًا عِيْسَوِيَّةً = لذلكَ تستشفي بألطافِهِ المَرْضى نَعَمْ ذا دَمٌ للهِ فيهِ شواهِدٌ = فهَلْ عَنْ فَراغٍ أنْ يُراقَ هُنا يَرْضى ؟ أُريْقَ على الغبرا بأبشعِ صورةٍ = ليكتُبَ للأجيالِ دستورَها الغضَّا نقيضانِ يومَ الطَفِّ كَيْفَ تمازَجَا = فأيَّانَ ظِلُّ اللهِ تصهرُهُ الرَّمْضا ؟ أيا مُطْفِئًا نارَ الجحيمِ على الأُلى = تدبُّ بِهمْ روحًا .. تعيشُ بهمْ نبْضا لماذا تركْتَ النارَ تسري بطفلةٍ = لفرْطِ الوَنى والسُّهْدِ لَمْ تَسْتَطِعْ ركْضا ورأسُكَ يتلو الكهْفَ لا بُدَّ أنْ يرى = لِسَوْطِ البغايا في فواطِمِكُمْ عَضَّا عَلِيًّا يجوبُ الأرْضَ وَهْوَ مُضّمَّخٌ = دَمًا أشْعَلَ الدُّنيا وَلَكنْ أبى الخَفْضا نَعَمْ يا بْنَ مَنْ إنْ راحَ لِلحَرْبِ راجلًا = تَجِدْ مَوْجَها العاتي الّذي اشتبكَ افتضَّا يلاوي عِنانَ المَوْتِ في ذي فَقَارِهِ = كَنَفْضِ الرِّداءِ الحَرْبُ ينفضُها نَفْضا قصيُّ النوايا لا يُوانِيهِ مَنْ نهى = على نَيْلِ مبْغًى لَمْ يَزِدْ فيهِ مَنْ حضَّا وهَلْ يتناهى المَدْحُ في وصْفِ جنَّةٍ = إذا ما استطالتْ لَمْ يَطَلْ طُوْلُها العُرْضا بِذكراكَ فيَّ السَّعْدُ قَدْ غازَلَ الأسى = فَمَنْ مِنْهُما أُوْليهِ إنْ مسَّني رفْضا ففي السَّعْدِ ما تصبو لهُ النَّفْسُ، والأسى = عليكَ بهِ سَعْدٌ وإنْ شفَّني أيضا ينوءُ بكَ التأريخُ يا آسِرَ الدُّنا = وتمضي لكَ الأوقاتُ مِنْ قَبْلِ أنْ تُمْضى فتُشْرِقُ شَمْسًا في دياجيرِ أُمَّةٍ = تراكَ بِعَيْنِ اللهِ مِنْ نُورِهِ فَيْضا لأنَّكَ سِفْرُ الكِبْرياءِ وَصَرْحُهُ = لِمَجْدِكَ عينُ الذُّلِّ لا بُدَّ أنْ تُغْضى