رسولٌ بعدَ ال "رسلِ»
سنة 2016
يجري حديثٌ فوقَ نهرِكَ ساحرُ = يا آنقَ الكلماتِ حينَ تسافرُ
يجري ويختصرُ انسكابَكَ بحةٌ = في صوتِ والدتي وذكرُكَ غامرُ
وسماءُ ذاكرَتَيْنِ كانَ لذيذُها = أنّي أنا والذكرياتُ نسامرُ
نكتالُ سوسنَتَيْنِ، بعضَ زنابقٍ = وتفوحُ مِنْ حولِ الحديثِ مشاعرُ
يقظانَ للنجوى أجوبُ طريقَها = والمرسلاتُ على الدروبِ دفاترُ
لي فيكَ مِنْ رسلي شجونُ نبوءةٍ = مسكونةٍ بالأمنياتِ تُجاهِرُ
وثلاثُ أخبيةٍ تُظِلُّ قصائدي = ويقالُ: ثمّةَ في القصيدةِ (هاجرُ)
تسعى، تطوفُ على الخيالِ ولا يُرى = في أفقِ حيرتِها الشحيحِ مناصرُ
وتظلُّ تسعى بينَ أولّ نبضةٍ = مِنْ أمِّ موسى والبحورِ، تحاوِر
حتّى إذا جاءَ المخاضُ تهزّني = مِنْ جانبِ الطُّورِ الحزينِ خناصرُ
فوضى وخارطةُ الفراتِ خطيرةٌ = وطريقُها بالحاصباتِ مُحاصَرُ
يُخشَى على جوعِ النفوسِ بِكربلا = فالجوعُ في شرعِ الضمائرِ كافرُ
يندَى جبينُ الوقتِ، أنتَ محاصرٌ = وهناكَ في عينِ المسافةِ شاعرُ
تسطو عليهِ الطفُّ، تسرقُ شِعرَهُ = وعلى سنانِ النعيِ تلكَ حناجرُ
مقطوعةٌ، ومطالعٌ قد حُرِّقَتْ = وعلى خيامِ الندبِ (شطرٌ) عاثرُ
(وتدٌ) تطايرَ دونَما (سببٍ) وفي = صخبِ الأسنّةِ كم تطيرُ خواطرُ
سهمٌ (صباويٌّ) يشقُّ طريقَهُ = حزنًا كأنَّ الحزنَ فيهِ خناجرُ
وهناكَ ألفُ قصيدةٍ مخنوقةٍ = في ألفِ معنًى بالشتاتِ يُناثَرُ
فوضى وأنفاسُ القيامةِ شُرِّعَتْ = وكأنَّ يومِ الطفِّ حشرٌ آخرُ
حتّى إذا حلَّ القضاءُ وأُزْلِفَتْ = جنّاتُ صبرٍ بالحسينِ تفاخِرُ
هذا رسولٌ قد أتاكَ وقلبُهُ = مِنْ (نُوحِ) غربتِهِ /السنينِ يسافرُ
لم يدّخِرْ (يعقوبُ) أدمعَهُ ولا = (داودُ) في صلبِ القصيدِ يشاطرُ
لا (يوسفُ) المعنى يجيءُ لأجلِهِ، = لا قمحَ حتّى للعجافِ يصابرُ
(بيتٌ) يخافُ على دروبِ خروجِهِ = (كخروجِ موسى خائفًا) ويحاذرُ
ويشيخُ يحتضرُ انكشافًا ربّما = يسطو عليهِ، وربّما يتكاثرُ
عينٌ تحاصرُها العيونُ، وسيرةُ = القيدِ الذي في الرّاحتينِ، وآسرُ
هذا الرسولُ الآنَ لا وطنٌ لهُ = لا ذكرياتُ وفي أساهُ يجاهِرُ
لا ليلَ يستجدي انحدارَ دموعِهِ = لا صبحَ ينظرُهُ السؤالُ العاثرُ:
ال «رسلُ» مرَّتْ فوقَ ظهرِ مصيرِها = ورسولُ غربتِهِ هناكَ مهاجرُ
فمتى «عطيّةُ» يستبينُ دروبَهُ؟ = ليسيرَ في وجعِ القصيدةِ «جابرُ»