يجري حديثٌ فوقَ نهرِكَ ساحرُ = يا آنقَ الكلماتِ حينَ تسافرُ يجري ويختصرُ انسكابَكَ بحةٌ = في صوتِ والدتي وذكرُكَ غامرُ وسماءُ ذاكرَتَيْنِ كانَ لذيذُها = أنّي أنا والذكرياتُ نسامرُ نكتالُ سوسنَتَيْنِ، بعضَ زنابقٍ = وتفوحُ مِنْ حولِ الحديثِ مشاعرُ يقظانَ للنجوى أجوبُ طريقَها = والمرسلاتُ على الدروبِ دفاترُ لي فيكَ مِنْ رسلي شجونُ نبوءةٍ = مسكونةٍ بالأمنياتِ تُجاهِرُ وثلاثُ أخبيةٍ تُظِلُّ قصائدي = ويقالُ: ثمّةَ في القصيدةِ (هاجرُ) تسعى، تطوفُ على الخيالِ ولا يُرى = في أفقِ حيرتِها الشحيحِ مناصرُ وتظلُّ تسعى بينَ أولّ نبضةٍ = مِنْ أمِّ موسى والبحورِ، تحاوِر حتّى إذا جاءَ المخاضُ تهزّني = مِنْ جانبِ الطُّورِ الحزينِ خناصرُ فوضى وخارطةُ الفراتِ خطيرةٌ = وطريقُها بالحاصباتِ مُحاصَرُ يُخشَى على جوعِ النفوسِ بِكربلا = فالجوعُ في شرعِ الضمائرِ كافرُ يندَى جبينُ الوقتِ، أنتَ محاصرٌ = وهناكَ في عينِ المسافةِ شاعرُ تسطو عليهِ الطفُّ، تسرقُ شِعرَهُ = وعلى سنانِ النعيِ تلكَ حناجرُ مقطوعةٌ، ومطالعٌ قد حُرِّقَتْ = وعلى خيامِ الندبِ (شطرٌ) عاثرُ (وتدٌ) تطايرَ دونَما (سببٍ) وفي = صخبِ الأسنّةِ كم تطيرُ خواطرُ سهمٌ (صباويٌّ) يشقُّ طريقَهُ = حزنًا كأنَّ الحزنَ فيهِ خناجرُ وهناكَ ألفُ قصيدةٍ مخنوقةٍ = في ألفِ معنًى بالشتاتِ يُناثَرُ فوضى وأنفاسُ القيامةِ شُرِّعَتْ = وكأنَّ يومِ الطفِّ حشرٌ آخرُ حتّى إذا حلَّ القضاءُ وأُزْلِفَتْ = جنّاتُ صبرٍ بالحسينِ تفاخِرُ هذا رسولٌ قد أتاكَ وقلبُهُ = مِنْ (نُوحِ) غربتِهِ /السنينِ يسافرُ لم يدّخِرْ (يعقوبُ) أدمعَهُ ولا = (داودُ) في صلبِ القصيدِ يشاطرُ لا (يوسفُ) المعنى يجيءُ لأجلِهِ، = لا قمحَ حتّى للعجافِ يصابرُ (بيتٌ) يخافُ على دروبِ خروجِهِ = (كخروجِ موسى خائفًا) ويحاذرُ ويشيخُ يحتضرُ انكشافًا ربّما = يسطو عليهِ، وربّما يتكاثرُ عينٌ تحاصرُها العيونُ، وسيرةُ = القيدِ الذي في الرّاحتينِ، وآسرُ هذا الرسولُ الآنَ لا وطنٌ لهُ = لا ذكرياتُ وفي أساهُ يجاهِرُ لا ليلَ يستجدي انحدارَ دموعِهِ = لا صبحَ ينظرُهُ السؤالُ العاثرُ: ال «رسلُ» مرَّتْ فوقَ ظهرِ مصيرِها = ورسولُ غربتِهِ هناكَ مهاجرُ فمتى «عطيّةُ» يستبينُ دروبَهُ؟ = ليسيرَ في وجعِ القصيدةِ «جابرُ»