ما بينَ الذَّرَّةِ والسِّدْرَةِ
سنة 2014
ما زالَ في (الإنسانِ) يخلقُ (دهرَه)=وعلى خيوطِ اللهِ يقرأُ (فجْرَه)
أنفاسُهُ تجرِي فيخضلُّ الهوا=ءُ أشمُّ فيهِ مَعَ الثّواني عطرَه
أفَهلْ أتى حينٌ على قلبي ولمْ=يكُ فيهِ مذكورًا لأنسى ذكْرَه؟!
هُوَ فيَّ قبلي، قالَ للباري: "بلى"=عنّي، شعرتُ بدفئِهِ في الذرَّة
لا .. ما نظرتُ إليهِ إذْ أحبَبْتُهُ=والحبُّ قالوا يبتدي بالنظرَة!
لكنَّني ألفَيْتُهُ في فطرَتي=والأصلُ ما تجري عليهِ الفطرَة
ألفيتهُ مَلِكًا تصدَّرَ خافقي=والروحُ والأعضاءُ ترقَبُ أمرَه
إنْ شاءَ يبعثُني بفكرةِ شاعرٍ=أو شاءَ يصعقُني بنورِ الفكرة
يا مالكي! لمّا صُعِقتُ وجدتُني=في ال(ما وراءَ) أرى وأكشفُ سترَه
بي عادَ عمري، عدتُ أرجعُ بالمدى=نتصفَّحُ التاريخَ نَقرأُ سِفْرَه
الدينُ هاجرَ مرّةً مَعَ أحمدٍ=وَمَعَ الحسينِ سرى بثاني مرّة
ما كانتا في هجرَتَيْنِ وإنّما=هيَ هجرةٌ صُهِرَتْ بنفسِ الهجرَة!
وأنا مَعَ الإثنينِ كُنتُ مجرَّدًا=إلاّ منَ القرطاسِ أنزفُ حبرَه
ما كانَ (حسَّانٌ) بسبّاقي، ولا=ذاكَ (الغلامُ) الشبلُ يلقي شعرَه
أصغي .. (يناديني النبيُّ) (أميريَ ال=مولى الحسينُ)، أسيرُ، أتبعُ إثرَه
أثرُ الحسينِ، أمِ السماءُ على الثّرى=تمشي، أمِ القرآنُ يغرسُ سرَّه؟
أثرُ الرسولِ قبضْتُهُ، صرتُ المسي=حَ، إذا رآني الموتُ يغلقُ ثغْرَه
صِرْتُ الكليمَ، وفيَّ فرعونُ الأنا=حرقَ الحبالَ، وراحَ يصلبُ سحْره
عشتُ الإمامَ وعاشَ همِّيَ حاملاً=صدري، كبيتِ الشعرِ يحملُ صدرَه
أسري بِهِ، بال(خُذْ) ب(لا أعطي) ب(أنْ=لا أنثَنِي) برضيعِهِ، بالحرّة
مِنْ غُربتي، منْ وَحْلِيَ الأدنى إلى=أقصى تجلِّي الماءِ فوقَ السِّدْرَة
ما انفكَّ يبتكرُ السّحابَ، يؤثّثُ ال=قطراتِ، يغمرُني بأصغرِ قطرة
في كلِّ حينٍ والخريفُ يطلُّ مه=زولاً على كوني بلونِ الصُّفْرة
فيقومُ بالأقداحِ والخطّيّ مش=تجَرًا ليزْرعَ كلَّ شلوٍ شَجْرَة
سبحانَ أحمرِهِ سَقَاها دفْقُهُ=فَزَها على الأشياءِ ضوءُ الخُضْرَة
سَلَبُوهُ قالوا في العَرَا لكِنّما=ثوْبانِ ظلاَّ: عِبرةٌ مَعَ عَبْرَة
أفدِيهِ بالعَلَمينِ يحشدُ في دمي=جيشًا مِنَ ال(هيْهاتِ) يكبُرُ ثَوْرة
لأُحطِّمَ اللَّاتَ الذي في داخلي=وإذا رقاني الذّنبُ أذبحُ شمْرَه
ليبلِّلَّ العباسُ صوتًا دعْبليّ=يًا قالَ مصلوبًا بجذعِ النُّصْرة:
مولايَ، شيعتُكَ الذين لنهجِهِمْ=قَتَلَتْكَ سفيانٌ بسيفِ الغَدْرَة
باتوا قبائلَ ليسَ تعرفُ مِنْهُمُ=مَعَ كثرةِ الأنصارِ عُشرَ الكثرة!
كوفانُ ما تابَتْ، توسّعَ قُطْرُها=بلْ أصبحَتْ في كلِّ بيتٍ حُجْرة
كلٌّ (أنا ثقةُ الحسينِ) يقولُها=والكلُّ أضْحوْا سيدي في الحُفرة
رُحْمَاكَ يا مولايَ إنَّ زيادَهَم=أمَرَ ابنَ حمرانٍ ليصعدَ قَصْرَه