ما زالَ في (الإنسانِ) يخلقُ (دهرَه)=وعلى خيوطِ اللهِ يقرأُ (فجْرَه) أنفاسُهُ تجرِي فيخضلُّ الهوا=ءُ أشمُّ فيهِ مَعَ الثّواني عطرَه أفَهلْ أتى حينٌ على قلبي ولمْ=يكُ فيهِ مذكورًا لأنسى ذكْرَه؟! هُوَ فيَّ قبلي، قالَ للباري: "بلى"=عنّي، شعرتُ بدفئِهِ في الذرَّة لا .. ما نظرتُ إليهِ إذْ أحبَبْتُهُ=والحبُّ قالوا يبتدي بالنظرَة! لكنَّني ألفَيْتُهُ في فطرَتي=والأصلُ ما تجري عليهِ الفطرَة ألفيتهُ مَلِكًا تصدَّرَ خافقي=والروحُ والأعضاءُ ترقَبُ أمرَه إنْ شاءَ يبعثُني بفكرةِ شاعرٍ=أو شاءَ يصعقُني بنورِ الفكرة يا مالكي! لمّا صُعِقتُ وجدتُني=في ال(ما وراءَ) أرى وأكشفُ سترَه بي عادَ عمري، عدتُ أرجعُ بالمدى=نتصفَّحُ التاريخَ نَقرأُ سِفْرَه الدينُ هاجرَ مرّةً مَعَ أحمدٍ=وَمَعَ الحسينِ سرى بثاني مرّة ما كانتا في هجرَتَيْنِ وإنّما=هيَ هجرةٌ صُهِرَتْ بنفسِ الهجرَة! وأنا مَعَ الإثنينِ كُنتُ مجرَّدًا=إلاّ منَ القرطاسِ أنزفُ حبرَه ما كانَ (حسَّانٌ) بسبّاقي، ولا=ذاكَ (الغلامُ) الشبلُ يلقي شعرَه أصغي .. (يناديني النبيُّ) (أميريَ ال=مولى الحسينُ)، أسيرُ، أتبعُ إثرَه أثرُ الحسينِ، أمِ السماءُ على الثّرى=تمشي، أمِ القرآنُ يغرسُ سرَّه؟ أثرُ الرسولِ قبضْتُهُ، صرتُ المسي=حَ، إذا رآني الموتُ يغلقُ ثغْرَه صِرْتُ الكليمَ، وفيَّ فرعونُ الأنا=حرقَ الحبالَ، وراحَ يصلبُ سحْره عشتُ الإمامَ وعاشَ همِّيَ حاملاً=صدري، كبيتِ الشعرِ يحملُ صدرَه أسري بِهِ، بال(خُذْ) ب(لا أعطي) ب(أنْ=لا أنثَنِي) برضيعِهِ، بالحرّة مِنْ غُربتي، منْ وَحْلِيَ الأدنى إلى=أقصى تجلِّي الماءِ فوقَ السِّدْرَة ما انفكَّ يبتكرُ السّحابَ، يؤثّثُ ال=قطراتِ، يغمرُني بأصغرِ قطرة في كلِّ حينٍ والخريفُ يطلُّ مه=زولاً على كوني بلونِ الصُّفْرة فيقومُ بالأقداحِ والخطّيّ مش=تجَرًا ليزْرعَ كلَّ شلوٍ شَجْرَة سبحانَ أحمرِهِ سَقَاها دفْقُهُ=فَزَها على الأشياءِ ضوءُ الخُضْرَة سَلَبُوهُ قالوا في العَرَا لكِنّما=ثوْبانِ ظلاَّ: عِبرةٌ مَعَ عَبْرَة أفدِيهِ بالعَلَمينِ يحشدُ في دمي=جيشًا مِنَ ال(هيْهاتِ) يكبُرُ ثَوْرة لأُحطِّمَ اللَّاتَ الذي في داخلي=وإذا رقاني الذّنبُ أذبحُ شمْرَه ليبلِّلَّ العباسُ صوتًا دعْبليّ=يًا قالَ مصلوبًا بجذعِ النُّصْرة: مولايَ، شيعتُكَ الذين لنهجِهِمْ=قَتَلَتْكَ سفيانٌ بسيفِ الغَدْرَة باتوا قبائلَ ليسَ تعرفُ مِنْهُمُ=مَعَ كثرةِ الأنصارِ عُشرَ الكثرة! كوفانُ ما تابَتْ، توسّعَ قُطْرُها=بلْ أصبحَتْ في كلِّ بيتٍ حُجْرة كلٌّ (أنا ثقةُ الحسينِ) يقولُها=والكلُّ أضْحوْا سيدي في الحُفرة رُحْمَاكَ يا مولايَ إنَّ زيادَهَم=أمَرَ ابنَ حمرانٍ ليصعدَ قَصْرَه