الحُبُّ نَشْأَتيَ الأُولى ..!
سنة 2014
كَسَّرْتُ عِنْدَكَ شِعْرِيَ المَوْزونا = وَأَتَيْتُ أَكْتُبُ حُبَّكَ المَجْنونا
آمَنْتُ أَنْ لا حُبَّ غَيْرَكَ في الوَرى = ما عِشْتُ فيهِ وَساوِسًا وَظُنونا
وَمَضَيْتُ أَقْطَعُ لِلْحَنينِ دُروبَهُ = مَنْ لِلْمُبَرَّحِ لَوْ يَشُقُّ حَنينا ..؟!
عَكْسَ اتِّجاهِ الرِّيحِ في دَوَرانها = ثَبَّتُّ خَطْويَ ، يَسْرَةً وَيَمينا
نَخلاً عَصَيَّ الجِذْعِ ، أَوْغَلَ جَذْرَهُ ، = وَلَقَدْ أَبى أَنْ يَنْحَني وَيَلينا
أَقْسَمْتُ ما أَقْسَمْتُ إلاَّ كَافِرًا = بالدِّينِ ، لَوْ ما كَنْتَ أَنتَ الدِّينا
لِلْنَّاسِ أَديانٌ ومَعَتَقَدٌ ، وَ ما = إلاَّكَ أُؤْمِنُ دينَهُ المَسْنونا
دَيْنٌ عَلَيَّ إلَيْكَ لَسْتُ أَرُدُّهُ = مَهْما أَرُدُّ مِنَ الدُّيونِ دُيونا
كَسَّرْتُ عِنْدَكَ ما رَسَمْتُ مِنَ الرُّؤى = ما أَنْصَفَتْكَ وَلَمْ تُجِدْ تَلْوينا
فَسَبَحْتُ في بَحْرٍ مِنْ الأَفْكارِ ، غَرْق = انَ اتَّخَذْتُكَ لِلْنَّجاةِ سَفينا
لَمْ أَجْلُ عَنْ عُمْقٍ مَحارَةَ فِتْنَةٍ = إلاَّ وَكُنْتَ اللُّؤْلؤَ المَكْنونا
أَبْصَرْتُكَ الدُّرَّ العَتيقَ ، ثَمينَهُ = والدُّرُّ يُبْخَسُ إنْ يَشَأْ تَثْمينا ..!
وشَمَمْتُ عِطْرَكَ في اشْتِعالِ زُهورِهِ = فُلاًّ تَنْفَّسَ وانْتَشى نِسْرينا
أَنا يا (حُسَيْنُ) عَرِفْتُ حَبَّكَ خادمًا = حَسْبي أَكونُ الخادِمَ المَمْنونا
أُرْضِعْتُ حُبَّكَ مُنْذُ أَلْفِ خَليقَةٍ = في رَحْمِ أَمِّيَ مُنْذُ كُنْتُ جَنينا
مِنْ قَبْلِ تَكويني وَنَشْأَةِ خَلْقَتي = قَدْ كُنْتَ أَنْتَ بِنُطفَتي لِأَكونا
حَتَّى أَكونَ كَما أنا يا سَيِّدي = أَلْقَيْتَ كافَكَ فِيَّ ثُمَّ النُّونا
فَتَّقْتَ غَيْبًا عَنْ غُيوبِكَ في الوَرى = حَتَّى اسْتَحالَ الشَّكُّ فيَّ يَقينا
أَنا ذَلِكَ العُصْفورُ يَعْزِفُ حُزْنَهُ = في الغُرْبَتينِ قَصائِدًا وَلُحونا
شَكَّلْتُ مِنْ قَصَبِ التَّلَهُّفِ نايَهُ = وَبَثَثْتُ فيهِ ضَنى السِّنينِ شُجونا
حتَّى تَنَفَّسَكَ الضَّميرُ وَأَوْقَدَتْ = أَنْفاسُ ذِكْرِكَ قَلْبِيَ المَشْحونا
أَلْقَيْتُ ثِقْلَ العُمْرِ عَنْ أَنْفاسِهِ = لَمَّا امْتَلأْتُكَ هَدْأَةً وَسُكونا
إلاَّكَ ما أَلْفَيْتُ حُضْنَ أُبُوَّةٍ = مُذْ كُنْتُ ذاكَ البائِسَ المسْكينا ..!
الحُبُّ كانَ النَّشْأَةَ الأُولَى وَ كُنْ = تَ تَبُثُّ روحَكَ ماءَهُ والطَّينا
فَكَبُرْتُ أَبْحَثُ عَنْكَ فيَّ وَلَمْ أَجِدْ = كَ تُفارِقُ المُتَوَلِّهِ المَحْزَونا
حَفَرَتْ نُدوبُ العُمْرِ وَجْهيَ ، والتَّجا = عيدُ استَباحَتْهُ ؛ فَشاخَ سِنينا
أَلْقاكَ ما بَيْني وَبينيَ في اتِّسا = عِ الحُزْنِ تُمْعِنُ في رُؤايَ ، عُيونا
مَرْهونُ قَلْبي في هواكَ وَإنَّهُ = لا غَرْوَ رَهْنُكَ لَوْ يَمْوتُ رَهينا ..!
الحُبُّ سِكِّينٌ تُؤَلِّفُها القُل = وبُ وَمَنْ سِواكَ يُؤَلِّفُ السِّكينا؟
أَنا عاشِقٌ حَتَّى الجُنونِ وَ حَسْبُهُ = أَحْلى المَحَبِّةِ ما يكونُ جنونا
أَوْفَيْتُ حَقَّ الحُبِّ ، لَسْتُ أَخونُهُ = أَبَدًا؛ فما كَانَ المُحِبُّ خَؤونا
ماعُونُكَ الأَشْهى عَشِقْتُ مَذاقَهُ = لا أَسْتَلِذُّ بِغَيْرِهِ ماعُونا
نُزِّهْتَ عَنْ تَبْيينِ حُبِّكِ في الوَرى = فالحُبُّ لا يسْتَطْرِدُ التَّبْيينا
يا فِكْرَةَ المَضْمونِ ، لَيْسَ بِشاعِرٍ = مَنْ لَمْ تَكُنْ في شِعْرِهِ المَضْمونا