كَسَّرْتُ عِنْدَكَ شِعْرِيَ المَوْزونا = وَأَتَيْتُ أَكْتُبُ حُبَّكَ المَجْنونا آمَنْتُ أَنْ لا حُبَّ غَيْرَكَ في الوَرى = ما عِشْتُ فيهِ وَساوِسًا وَظُنونا وَمَضَيْتُ أَقْطَعُ لِلْحَنينِ دُروبَهُ = مَنْ لِلْمُبَرَّحِ لَوْ يَشُقُّ حَنينا ..؟! عَكْسَ اتِّجاهِ الرِّيحِ في دَوَرانها = ثَبَّتُّ خَطْويَ ، يَسْرَةً وَيَمينا نَخلاً عَصَيَّ الجِذْعِ ، أَوْغَلَ جَذْرَهُ ، = وَلَقَدْ أَبى أَنْ يَنْحَني وَيَلينا أَقْسَمْتُ ما أَقْسَمْتُ إلاَّ كَافِرًا = بالدِّينِ ، لَوْ ما كَنْتَ أَنتَ الدِّينا لِلْنَّاسِ أَديانٌ ومَعَتَقَدٌ ، وَ ما = إلاَّكَ أُؤْمِنُ دينَهُ المَسْنونا دَيْنٌ عَلَيَّ إلَيْكَ لَسْتُ أَرُدُّهُ = مَهْما أَرُدُّ مِنَ الدُّيونِ دُيونا كَسَّرْتُ عِنْدَكَ ما رَسَمْتُ مِنَ الرُّؤى = ما أَنْصَفَتْكَ وَلَمْ تُجِدْ تَلْوينا فَسَبَحْتُ في بَحْرٍ مِنْ الأَفْكارِ ، غَرْق = انَ اتَّخَذْتُكَ لِلْنَّجاةِ سَفينا لَمْ أَجْلُ عَنْ عُمْقٍ مَحارَةَ فِتْنَةٍ = إلاَّ وَكُنْتَ اللُّؤْلؤَ المَكْنونا أَبْصَرْتُكَ الدُّرَّ العَتيقَ ، ثَمينَهُ = والدُّرُّ يُبْخَسُ إنْ يَشَأْ تَثْمينا ..! وشَمَمْتُ عِطْرَكَ في اشْتِعالِ زُهورِهِ = فُلاًّ تَنْفَّسَ وانْتَشى نِسْرينا أَنا يا (حُسَيْنُ) عَرِفْتُ حَبَّكَ خادمًا = حَسْبي أَكونُ الخادِمَ المَمْنونا أُرْضِعْتُ حُبَّكَ مُنْذُ أَلْفِ خَليقَةٍ = في رَحْمِ أَمِّيَ مُنْذُ كُنْتُ جَنينا مِنْ قَبْلِ تَكويني وَنَشْأَةِ خَلْقَتي = قَدْ كُنْتَ أَنْتَ بِنُطفَتي لِأَكونا حَتَّى أَكونَ كَما أنا يا سَيِّدي = أَلْقَيْتَ كافَكَ فِيَّ ثُمَّ النُّونا فَتَّقْتَ غَيْبًا عَنْ غُيوبِكَ في الوَرى = حَتَّى اسْتَحالَ الشَّكُّ فيَّ يَقينا أَنا ذَلِكَ العُصْفورُ يَعْزِفُ حُزْنَهُ = في الغُرْبَتينِ قَصائِدًا وَلُحونا شَكَّلْتُ مِنْ قَصَبِ التَّلَهُّفِ نايَهُ = وَبَثَثْتُ فيهِ ضَنى السِّنينِ شُجونا حتَّى تَنَفَّسَكَ الضَّميرُ وَأَوْقَدَتْ = أَنْفاسُ ذِكْرِكَ قَلْبِيَ المَشْحونا أَلْقَيْتُ ثِقْلَ العُمْرِ عَنْ أَنْفاسِهِ = لَمَّا امْتَلأْتُكَ هَدْأَةً وَسُكونا إلاَّكَ ما أَلْفَيْتُ حُضْنَ أُبُوَّةٍ = مُذْ كُنْتُ ذاكَ البائِسَ المسْكينا ..! الحُبُّ كانَ النَّشْأَةَ الأُولَى وَ كُنْ = تَ تَبُثُّ روحَكَ ماءَهُ والطَّينا فَكَبُرْتُ أَبْحَثُ عَنْكَ فيَّ وَلَمْ أَجِدْ = كَ تُفارِقُ المُتَوَلِّهِ المَحْزَونا حَفَرَتْ نُدوبُ العُمْرِ وَجْهيَ ، والتَّجا = عيدُ استَباحَتْهُ ؛ فَشاخَ سِنينا أَلْقاكَ ما بَيْني وَبينيَ في اتِّسا = عِ الحُزْنِ تُمْعِنُ في رُؤايَ ، عُيونا مَرْهونُ قَلْبي في هواكَ وَإنَّهُ = لا غَرْوَ رَهْنُكَ لَوْ يَمْوتُ رَهينا ..! الحُبُّ سِكِّينٌ تُؤَلِّفُها القُل = وبُ وَمَنْ سِواكَ يُؤَلِّفُ السِّكينا؟ أَنا عاشِقٌ حَتَّى الجُنونِ وَ حَسْبُهُ = أَحْلى المَحَبِّةِ ما يكونُ جنونا أَوْفَيْتُ حَقَّ الحُبِّ ، لَسْتُ أَخونُهُ = أَبَدًا؛ فما كَانَ المُحِبُّ خَؤونا ماعُونُكَ الأَشْهى عَشِقْتُ مَذاقَهُ = لا أَسْتَلِذُّ بِغَيْرِهِ ماعُونا نُزِّهْتَ عَنْ تَبْيينِ حُبِّكِ في الوَرى = فالحُبُّ لا يسْتَطْرِدُ التَّبْيينا يا فِكْرَةَ المَضْمونِ ، لَيْسَ بِشاعِرٍ = مَنْ لَمْ تَكُنْ في شِعْرِهِ المَضْمونا