ممّا يُرْوَى عَنِ الرّمحِ
سنة 2014
ممزّقٌ بينَ شرياني ومحبرتي = ولا تقيّةَ في نزفي وفي لغتي
ما كلُّ معنًى يناديني التفتُّ لَهُ = جُزْتُ الكثيرَ عنيدًا غيرَ مُلتفتِ
ولستُ أُلحِقُ باسمي في صحيفتِهِ = بيتًا مِنَ الشّعرِ لم يأخذْ بناصيتي
أموتُ في كلِّ بيتٍ حينَ أكتبُهُ = قصائدي في صدورِ الناسِ أضرحتي
عليَّ للطفِّ نذرٌ لستُ أبلغُهُ = حتّى تقرَّ برأسِ الرّمحِ (شقشقتي)
حتّى أذوبَ يقينًا في حقيقتِها = فلا أميّزَ حرَّ الرّملِ مِنْ رئتي
أصيرُ صوتًا ذبيحًا لا شريكَ لَهُ = ومَا تناهى إلى باكٍ ونائحةِ
كأنَّ مرثيّةً حمراءَ تكتبُني = تروي عَنِ النّزفِ، عَنْ جرحٍ، عَنِ الثّقةِ
أنَّ الحسينَ حسينُ اللهِ أوجدَهُ = قبلَ الوجودِ ليجلو مطلقَ الصّفةِ
أنَّ الحسينَ حسينُ الناسِ يخسرُهُ = مَنْ لا يرى دمَهُ في كلِّ سنبلةِ
عُظِّمْتَ في الوحيِ مِنْ ذبحٍ قيامتُنَا = رهنٌ عليهِ فلم تبدأْ ولم تَفُتِ
كأنَّ ذبحَكَ نفخُ الصّورِ يُمسِكُهُ = ما في ضميرِكَ مِنْ حبٍّ وتضحيةِ
غادرْتُ نفسيَ حتّى لم أعُدْ أحدًا = إلاكَ فيَّ يقينًا ملْءَ أوردتي
جاوزْتُ أقصى الذي أرجوهُ معرفةً = حتّى سقيتُ الظمى مِنْ فيضِ معرفتي
حتّى تشظّيتُ مِنْ حزني وَمِنْ وجعي = وإنْ بلغتُكَ ساعِدْني لِلملمتي
مولايَ هذا زمانُ الشّمرِ أنهكَنَا = قتلاً فمذبحةٌ تودي لمذبحةِ
كأنَّ للذّبحِ في أعناقِنا أثرًا = قبلَ الولادةِ موشومًا بأنسجةِ
ولا لواءَ اتَّحَدْنَا تحتَ هيبتِهِ = حتّى أحيطَ بنا مِنْ دونِ ألويةِ
مولايَ خذني لمعنىً لا يفرّقُنا = خذني لمعناكَ أطْفِئْ جمرَ أسئلتي
وأوّلُ العهدِ أنْ نأتي مآتمَنا = نمشي سراعًا كعطشانٍ ل "مشرعةِ"
نأتي وفي الرّوحِ قرآنٌ يثبّتُنا = بأنَّ كلَّ شهيدٍ فيكَ لم يَمُتِ
مولايَ لي دمعةٌ روحٌ تشكِّلُني = تمدُّ مِنْ لحظةٍ حمراءَ أزمنتي
نزَفْتُها مِنْ أقاصي الجرحِ خالصةً = مِنَ المناجاةِ، مِنْ حزني وأدعيتي
نزَفْتُها في تجلٍّ كادَ يخطفُنِي = لو لم تُعِدْنِي إلى طينِي مخيّلتي
لي مأتمٌ بينَ أضلاعي يحرّضُني = أنْ أطعمَ الطّيرَ مِنْ آياتِ جمجمتي
فلا أبيعُ مِنَ الطعناتِ أقدمَها = ولا أصالحَ سكّينًا بخاصرتي
رأسُ الحسينِ وحيدٌ في تفرُّقِنا = ووقتُ نصرتِهِ للآنِ لم يَفُتِ
ونصرةُ السّبطِ ليسَتْ في خيانتِهِ = فنهجُ "هيهاتَ" لا يُبْنَى على الضّعةِ
يمينُ عباسِ دستورٌ لنصرتِهِ = ومثلُها لا تُرَى في كفِّ حرملةِ