ممزّقٌ بينَ شرياني ومحبرتي = ولا تقيّةَ في نزفي وفي لغتي ما كلُّ معنًى يناديني التفتُّ لَهُ = جُزْتُ الكثيرَ عنيدًا غيرَ مُلتفتِ ولستُ أُلحِقُ باسمي في صحيفتِهِ = بيتًا مِنَ الشّعرِ لم يأخذْ بناصيتي أموتُ في كلِّ بيتٍ حينَ أكتبُهُ = قصائدي في صدورِ الناسِ أضرحتي عليَّ للطفِّ نذرٌ لستُ أبلغُهُ = حتّى تقرَّ برأسِ الرّمحِ (شقشقتي) حتّى أذوبَ يقينًا في حقيقتِها = فلا أميّزَ حرَّ الرّملِ مِنْ رئتي أصيرُ صوتًا ذبيحًا لا شريكَ لَهُ = ومَا تناهى إلى باكٍ ونائحةِ كأنَّ مرثيّةً حمراءَ تكتبُني = تروي عَنِ النّزفِ، عَنْ جرحٍ، عَنِ الثّقةِ أنَّ الحسينَ حسينُ اللهِ أوجدَهُ = قبلَ الوجودِ ليجلو مطلقَ الصّفةِ أنَّ الحسينَ حسينُ الناسِ يخسرُهُ = مَنْ لا يرى دمَهُ في كلِّ سنبلةِ عُظِّمْتَ في الوحيِ مِنْ ذبحٍ قيامتُنَا = رهنٌ عليهِ فلم تبدأْ ولم تَفُتِ كأنَّ ذبحَكَ نفخُ الصّورِ يُمسِكُهُ = ما في ضميرِكَ مِنْ حبٍّ وتضحيةِ غادرْتُ نفسيَ حتّى لم أعُدْ أحدًا = إلاكَ فيَّ يقينًا ملْءَ أوردتي جاوزْتُ أقصى الذي أرجوهُ معرفةً = حتّى سقيتُ الظمى مِنْ فيضِ معرفتي حتّى تشظّيتُ مِنْ حزني وَمِنْ وجعي = وإنْ بلغتُكَ ساعِدْني لِلملمتي مولايَ هذا زمانُ الشّمرِ أنهكَنَا = قتلاً فمذبحةٌ تودي لمذبحةِ كأنَّ للذّبحِ في أعناقِنا أثرًا = قبلَ الولادةِ موشومًا بأنسجةِ ولا لواءَ اتَّحَدْنَا تحتَ هيبتِهِ = حتّى أحيطَ بنا مِنْ دونِ ألويةِ مولايَ خذني لمعنىً لا يفرّقُنا = خذني لمعناكَ أطْفِئْ جمرَ أسئلتي وأوّلُ العهدِ أنْ نأتي مآتمَنا = نمشي سراعًا كعطشانٍ ل "مشرعةِ" نأتي وفي الرّوحِ قرآنٌ يثبّتُنا = بأنَّ كلَّ شهيدٍ فيكَ لم يَمُتِ مولايَ لي دمعةٌ روحٌ تشكِّلُني = تمدُّ مِنْ لحظةٍ حمراءَ أزمنتي نزَفْتُها مِنْ أقاصي الجرحِ خالصةً = مِنَ المناجاةِ، مِنْ حزني وأدعيتي نزَفْتُها في تجلٍّ كادَ يخطفُنِي = لو لم تُعِدْنِي إلى طينِي مخيّلتي لي مأتمٌ بينَ أضلاعي يحرّضُني = أنْ أطعمَ الطّيرَ مِنْ آياتِ جمجمتي فلا أبيعُ مِنَ الطعناتِ أقدمَها = ولا أصالحَ سكّينًا بخاصرتي رأسُ الحسينِ وحيدٌ في تفرُّقِنا = ووقتُ نصرتِهِ للآنِ لم يَفُتِ ونصرةُ السّبطِ ليسَتْ في خيانتِهِ = فنهجُ "هيهاتَ" لا يُبْنَى على الضّعةِ يمينُ عباسِ دستورٌ لنصرتِهِ = ومثلُها لا تُرَى في كفِّ حرملةِ