شعراء أهل البيت عليهم السلام - لَكَ بالكرامةِ والإباءِ حكايةٌ

عــــدد الأبـيـات
37
عدد المشاهدات
251
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
7:25 مساءً

ما القولُ إلا في رِثَاكَ فصيحُ = وجميلُ صبري في عَزَاكَ قبيحُ مهما عليكَ تُهِلُّ عيني دمعَها = إنَّ البكاءَ لِمَا دَهَاكَ شحيحُ لكَ بالكرامةِ والإباءِ حكايةٌ = كلُّ المعالي مِنْ عُلاكَ تطيحُ العزُّ والمجدُ المُشرِّفُ نِلْتَهُ = كلُّ المفاخرِ عَنْ عَطَاكَ تبوحُ فالرأسُ منكَ على الرِّماحِ مبجّحٌ = حتّى وجسمُكَ بالثّرى مطروحُ ما كنتَ مذبوحًا وخدُّكَ عافرٌ = بل كانَ مِنْ ربِّ العُلا توشيحُ أنتَ الخلودُ وما كمثلِكَ خالدٌ = أمّا ضريحُكَ للهُدَى تلميحُ ذبّاحُ أنتَ وللطّغاةِ مُقهقِرٌ = وبكَ الأعادي جُبْنُها مفضوحُ عجبي وطَتْكَ الخيلُ في مضمارِها = يا مَنْ كجدِّكَ صدرُهُ مشروحُ مِنْ قبلِ خلقِكَ كنتَ نورًا شامخًا = ما كنتَ عَمَّنْ لاذَ فِيكَ تُشِيحُ أهديتَ آدمَ عندَ ربِّكَ توبةً = لمّا بإسمِكَ كانَ عنهُ صفوحُ أيقظْتَ إبراهيمَ حينَ فَزَعْتَهُ = إذْ كنتَ إسماعيلَ وَهْوَ ذبيحُ ما خِلْتُ يعقوبًا بُكَاهُ لِيُوسفٍ = بلْ في عزائكَ جفنُهُ مقروحُ ما كانَ طوفانُ الإلهِ عقوبةً = بلْ كانَ دمعًا للسماءِ سَفُوحُ وببطنِ ذاكَ الحوتِ أنتَ منجِّيًا = ذا النونِ إذْ مِنْ علمِكَ التسبيحُ لو لمْ يعاجِلْكَ الرّدَى في كربلا = لخلدْتَ عمرًا لم ينَلْهُ نُوحُ يا رحمةَ المولى إليكَ شفاعةٌ = في الحشرِ ليسَ يفوقُها ترجيحُ لم تبقَ يومَ الطفِّ أدنى حرمةٍ = إلا وكانَ الخصمُ فيكَ يبيحُ جالَتْ عليكَ القومُ تحتَ خيولِها = ولكَ الحجارةُ بالدّماءِ تنوحُ هذا خيالي في طفوفِكَ حاضرٌ = والقولُ فيكَ على الخيالِ صريحُ ها قدْ رأيتُكَ والقلوبُ بصيرةٌ = عَمِيَتْ عيوني أنْ تراكَ ضريحُ قد كنتَ جسمًا بالدماءِ مضرّجًا = وأراكَ لو عنكَ الترابَ أزيحُ فاحتَرْتُ في عدِّ الجراحِ بوقعِها = الجرحُ فوقَ الجرحِ يا مذبوحُ هَبْ لي جوابًا؛ أيُّ عضوٍ سيّدي = فيهِ جراحُكَ فاضَ منها الروحُ؟ هلْ كانَ مِنْ سهمِ المثلَّثِ سمُّهُ = لمّا رَمَوْهُ، وقلبُكَ المجروحُ أمْ حزُّ رأسِكَ والجروحُ غزيرةٌ = لم يبقَ عضوٌ سالمٌ وصحيحُ هلْ كانَ صوتُ الريحِ يسفي والصَّبَا = أمْ أنَّ صوتَكَ بالظّما مبحوحُ؟ والغيثُ دمًّا هلَّ مِنْ مُزنِ السّما = أمْ نزفُهُ مِنْ جرحِكُمْ مفتوحُ عيناكَ غَطَّتْهَا دِمَاكَ مِنَ الحصى = عجبًا أمُتَّ وناظري المشبوحُ؟ وعَنِ العَجَاجِ شِفَاكَ قَدْ أطبَقْتَها = جاءتْ ترطِّبُها إليكَ الريحُ قدْ خِلْتُ شمسًا والرماحُ كسوفُها = لم أدرِ رأسُكَ بالقناةِ يلوحُ أوَ لمْ يحزُّوهُ عِدَاكَ مِنَ القَفَا = وَبَقَتْ دماكَ مِنَ الجروحِ تسيحُ؟ عجبًا لهُ مِنْ فوقِ رمحِ أميّةٍ = يتلو الكتابَ وواعظٌ ونصوحُ ما كانَ جسمًا قبلَ جسمِكَ سيّدي = يبقى ثلاثًا يجتويهِ السوحُ يا كبرياءَ الله ِكنتَ على الثّرى = لكنْ بعزِّكَ كالجبالِ جموحُ حتّى شَمَمْتُكَ بالنسيمِ كرامةً = عطرُ الإباءِ مَعَ الدّماءِ يفوحُ مولايَ هلْ لي بالحسابِ شفاعةٌ = إنّي بركبِ المشفَعِينَ طَموحُ؟
Testing