على لسانِ مشرّدٍ
سنة 2014
كم هفا قلبي لِداري = ولأهلي وجواري
مضَّني البُعدُ وهذا = دمعُ عيني في انحدارِ
مُرغماً شُرِّدْتُ عَنْهُمْ = دونَ جرمٍ أو عثارِ
كنتُ قبلَ اليومَ طيرًا = أتغنَّى كالهَزارِ
كنتُ أغفو في سلامٍ = آمنًا مِنْ كلِّ ضارِ
بعدَها صِرْتُ طريدًا = تائهًا وسْطَ البراري
وعيونُ القومَ ترنو = في انْتباهٍ وانْتشارِ
قصْدهم أنْ يلحظُوني = في مساءٍ أو نهارِ
كلَّما رُمْتُ مزارًا = عزَّ في الدهرِ مزاري
أناْ لي في الدارٍ أُمٌّ = حُبُّها في الدمِّ جارِ
في صلاةِ الليلِ تدعو = بخشوعٍ واضْطرارِ
يطلُعُ الفجرُ علَيْها = وهْيَ وَلهى في انتظاري
تتمنَّى أنْ تراني = بعدَما طالَ اسْتتاري
قلبُها يخفقُ شوقًا = وهْيَ دومًا في افتكارِ
أناْ يا أُمِّي غُلامٌ = لستُ أخشى طلقَ نارِ
قد براني اللهُ حُرَّاً = لستُ عبدًا كالجواري
لستُ أرضَى بهوانٍ = ومصيري باخْتياري
أناْ كالعبَّاسِ بأسًا = ينبري دونَ فرارِ
يملأُ الأعداءَ رعبًا = سيفُهُ البتَّارُ بارِ
هو إنْ كرَّ عليهِمْ = لا ترى غيرَ الغبارِ
إنْ فرى الجيشُ يمينًا = راحَ باليسرى يباري
إنَّهُ العبَّاسُ ليثُ = الغابِ مِنْ غيرِ افْتخارِ
أنا كالأصحابِ عزمًا = قاتَلوا دونَ انحسارِ
بذلُوا الروحَ وكانُوا = أهلَ زُهدٍ ووقارِ
لم يكنْ فيهِمْ خَذُولٌ = كلُّهُمْ كانُوا حواري
أنا تلميذُ حسينٍ = شِبلُ خوَّاضِ الغِمارِ
نهجُهُ الثوريُّ نهجي = عنهُ ما مالَ مساري
واجهَ الجيشَ وحيدًا = دونَ ضعفٍ وانْكسارِ
كانَ ذا بأسٍ شديدٍ = وهْوَ حامٍ للذّمارِ
كانَ كالليثِ مُهابًا = رغمَ طعْناتِ الشِّفارِ
فمضى للهِ مقطو = عَ القفا والجسمُ عارِ
آهِ وا لهفي لجسمٍ = ظلَّ مِنْ دونِ مُوارِ
لهفَ نفسي لنساءٍ = تُرِكَتْ دونَ خمارِ
لهفَ نفسي لصغارٍ = فُقِدُوا بينَ الصحاري
سلبُوهم كلَّ شيءٍ = وسَبَوْهُم في القفارِ
نهبوا كلَّ ثمينٍ = مِنْ عقودٍ وسوارِ
ما رَعَوا أهلاً لطهَ = إنَّهُمْ أصلُ الدَّمارِ
قبَّحَ اللهُ وجوهًا = فعلَتْ أمرَ الشَّنارِ
خلَّدَ اللهُ حسينًا = ويزيدٌ في اندثارِ