كم هفا قلبي لِداري = ولأهلي وجواري مضَّني البُعدُ وهذا = دمعُ عيني في انحدارِ مُرغماً شُرِّدْتُ عَنْهُمْ = دونَ جرمٍ أو عثارِ كنتُ قبلَ اليومَ طيرًا = أتغنَّى كالهَزارِ كنتُ أغفو في سلامٍ = آمنًا مِنْ كلِّ ضارِ بعدَها صِرْتُ طريدًا = تائهًا وسْطَ البراري وعيونُ القومَ ترنو = في انْتباهٍ وانْتشارِ قصْدهم أنْ يلحظُوني = في مساءٍ أو نهارِ كلَّما رُمْتُ مزارًا = عزَّ في الدهرِ مزاري أناْ لي في الدارٍ أُمٌّ = حُبُّها في الدمِّ جارِ في صلاةِ الليلِ تدعو = بخشوعٍ واضْطرارِ يطلُعُ الفجرُ علَيْها = وهْيَ وَلهى في انتظاري تتمنَّى أنْ تراني = بعدَما طالَ اسْتتاري قلبُها يخفقُ شوقًا = وهْيَ دومًا في افتكارِ أناْ يا أُمِّي غُلامٌ = لستُ أخشى طلقَ نارِ قد براني اللهُ حُرَّاً = لستُ عبدًا كالجواري لستُ أرضَى بهوانٍ = ومصيري باخْتياري أناْ كالعبَّاسِ بأسًا = ينبري دونَ فرارِ يملأُ الأعداءَ رعبًا = سيفُهُ البتَّارُ بارِ هو إنْ كرَّ عليهِمْ = لا ترى غيرَ الغبارِ إنْ فرى الجيشُ يمينًا = راحَ باليسرى يباري إنَّهُ العبَّاسُ ليثُ = الغابِ مِنْ غيرِ افْتخارِ أنا كالأصحابِ عزمًا = قاتَلوا دونَ انحسارِ بذلُوا الروحَ وكانُوا = أهلَ زُهدٍ ووقارِ لم يكنْ فيهِمْ خَذُولٌ = كلُّهُمْ كانُوا حواري أنا تلميذُ حسينٍ = شِبلُ خوَّاضِ الغِمارِ نهجُهُ الثوريُّ نهجي = عنهُ ما مالَ مساري واجهَ الجيشَ وحيدًا = دونَ ضعفٍ وانْكسارِ كانَ ذا بأسٍ شديدٍ = وهْوَ حامٍ للذّمارِ كانَ كالليثِ مُهابًا = رغمَ طعْناتِ الشِّفارِ فمضى للهِ مقطو = عَ القفا والجسمُ عارِ آهِ وا لهفي لجسمٍ = ظلَّ مِنْ دونِ مُوارِ لهفَ نفسي لنساءٍ = تُرِكَتْ دونَ خمارِ لهفَ نفسي لصغارٍ = فُقِدُوا بينَ الصحاري سلبُوهم كلَّ شيءٍ = وسَبَوْهُم في القفارِ نهبوا كلَّ ثمينٍ = مِنْ عقودٍ وسوارِ ما رَعَوا أهلاً لطهَ = إنَّهُمْ أصلُ الدَّمارِ قبَّحَ اللهُ وجوهًا = فعلَتْ أمرَ الشَّنارِ خلَّدَ اللهُ حسينًا = ويزيدٌ في اندثارِ