كحِنطةِ الحُزنِ وأكبرُ
سنة 2014
أرَقٌ أسالَ على الوجودِ نذورَهُ =ودمٌ يُجاري غيبَهُ وظهورَهُ
وفسيلتانِ مُدانتانِ بخضرةٍ =سُفِكَتْ بوادٍ فاستحالَتْ نورَهُ
والماءُ وبَّخَ حُلْمَهُ / جريانَهُ =واستلَّ مِنْ عطشِ الحُسينِ زفيرَهُ
صَدَأَ الندى في كربلاءَ فيا تُرى =مَنْ كانَ يُوجِعُ بالنزيفِ زهورَهُ؟
مَنْ قضَّ مضجعَ خيمةٍ ما اغرورَقَتْ =إلا وحرَّقَتِ الجوى وشعورَهُ؟
ما اغرورَقَتْ إلا بدمعةِ زينبٍ =والدّمعُ فيها يستفزُّ غرورَهُ !
يومًا على التلِّ المُجرَّحِ أومأتْ =للحزنِ أنْ جدْ لي مدًى وعبورَهُ
واذرفْ بآهاتي التي في طيِّها =سأرى عليَّاً يستعيدُ نشورَهُ
يذرو قيامتَهُ كحنطةِ حزنِهِ =ويلفُّ حَورَاهُ يلفُّ غديرَهُ
بقميصِ نهرٍ ضاعَ في نظراتِهِ =ولشهقةِ الأضلاعِ باعَ خريرَهْ
نثرَ الأسى ملكوتَهُ بردائهِ =مذْ كانَ يحتضنُ الحسينَ وطُورَهُ
وأتى لصهباءِ الجراحِ مرمّلاً =بالصّبرِ يرعى في العراءِ بدورَهُ
لَمْ يُبقِ للأوجاعِ منديلاً لكي =تمتصَّ غِلّتَهُ وتحفظَ سيرَهُ
فعلى المسنَّاةِ الغريبةِ أمطرَتْ =في دهشةٍ آهاتُهُ تعفيرَهُ
وعلى انزعاجِ الضوءِ في عينِ الْهُدَى ال=عبّاسِ عن عَمَدٍ رمى موتورَهُ
وعلى أناةِ الماءِ ظِلُّ رضيعِهِ =والسهمُ طوَّقَ عمرَهُ وشهورَهُ
والمفرداتُ الحُمْرُ تلثمُ نحَرهُ =وقِماطَهُ وكفوفَهُ وهديرَهُ
فاسألْهُ عن يومٍ كعشرِ مصابِها =عن لهفةٍ قَدْ أوصلتْ تقريرهُ
عن سَيبِ دمعاتِ العيالِ وجوعِها .. =عن بوْحِها والمُمسِكينَ نميرَهُ
يا صاحِ فاسألْ عن خيامِ نسائِهِ =عن ثوبِها الجمريِّ ألهبَ غيرَهُ
واسألْهُ عَنْ نغمٍ تهشَّمَ غُرْبةً =أجراسُهُ قَدْ ضيَّعتْ تدبيرَهُ
الموتُ مرتعِشٌ يُدلِّي السيفَ في =أرضِ الطفوفِ إلى الخشوعِ – نحورَهُ
والفاطماتُ اللاتي خضَّبْنَ الهوى =بندى النجيعِ ولن هناكَ – تُعيرَهُ
فالدَّمعُ يوخزُ روحَهنَّ لندبِهِ =باتَ البكاءُ كبيرَهُ وصغيرَهُ
ها غلَّفَ الدُّنيا بآدمِ أصلِهِ =فرأى الوجودَ مدارَهُ وجذورَهُ
قدْ عاشَرَ الألمَ الملفَّح بالفدا =واختطَّ مِنْهُ نهرَهُ ونهِيرَهُ
حتَّى أفاضَ اسمُ الحُسينِ بقاءَهُ =وأقامَ عِنْدَ الْعَالَمِينَ حضورَهْ
فبكتهُ ورقاءُ الحياةِ وإنّما =تَخِذَتْهُ عاشوراءَها ونذورَهْ
آهٍ حسينٌ أيُّ عاشورا أرى =والإنكسارُ هناكَ ينفخُ صُورَهُ
وقيامةٌ رُجَّتْ وزُلزِلَ وقعُها =قَدْ أنزلتْ فينا الضّنى ودهورَهُ
الرأسُ فوقَ الرمحِ يتلو كهفَهُ =ورقيمُهُ الموجوعُ يتلو نورَهُ
والضعنُ يغرقُ في اكتشافِ جراحِهِ =واليُتمُ قد ألقى عَلَيْهِ نفيرَهُ
ما أطولَ الزفراتِ حينَ يشدُّها ال=سّجادُ والدُّنيا تشدُّ مسيرَهُ
والمتعَبونَ هنا .. هناكَ يلفُّهُم =مِنْ ضوئهِ مدٌّ أهالَ ضميرَهُ
وأنا نبوءةُ حزنهِ بمحاجري =ها قد أتَتْ بشِكايتي لتزورَهُ
دمعي طواحينُ السّلامِ وماؤهُ =وقصائدي العَطشى تؤمُّ بحورَهُ