أرَقٌ أسالَ على الوجودِ نذورَهُ =ودمٌ يُجاري غيبَهُ وظهورَهُ وفسيلتانِ مُدانتانِ بخضرةٍ =سُفِكَتْ بوادٍ فاستحالَتْ نورَهُ والماءُ وبَّخَ حُلْمَهُ / جريانَهُ =واستلَّ مِنْ عطشِ الحُسينِ زفيرَهُ صَدَأَ الندى في كربلاءَ فيا تُرى =مَنْ كانَ يُوجِعُ بالنزيفِ زهورَهُ؟ مَنْ قضَّ مضجعَ خيمةٍ ما اغرورَقَتْ =إلا وحرَّقَتِ الجوى وشعورَهُ؟ ما اغرورَقَتْ إلا بدمعةِ زينبٍ =والدّمعُ فيها يستفزُّ غرورَهُ ! يومًا على التلِّ المُجرَّحِ أومأتْ =للحزنِ أنْ جدْ لي مدًى وعبورَهُ واذرفْ بآهاتي التي في طيِّها =سأرى عليَّاً يستعيدُ نشورَهُ يذرو قيامتَهُ كحنطةِ حزنِهِ =ويلفُّ حَورَاهُ يلفُّ غديرَهُ بقميصِ نهرٍ ضاعَ في نظراتِهِ =ولشهقةِ الأضلاعِ باعَ خريرَهْ نثرَ الأسى ملكوتَهُ بردائهِ =مذْ كانَ يحتضنُ الحسينَ وطُورَهُ وأتى لصهباءِ الجراحِ مرمّلاً =بالصّبرِ يرعى في العراءِ بدورَهُ لَمْ يُبقِ للأوجاعِ منديلاً لكي =تمتصَّ غِلّتَهُ وتحفظَ سيرَهُ فعلى المسنَّاةِ الغريبةِ أمطرَتْ =في دهشةٍ آهاتُهُ تعفيرَهُ وعلى انزعاجِ الضوءِ في عينِ الْهُدَى ال=عبّاسِ عن عَمَدٍ رمى موتورَهُ وعلى أناةِ الماءِ ظِلُّ رضيعِهِ =والسهمُ طوَّقَ عمرَهُ وشهورَهُ والمفرداتُ الحُمْرُ تلثمُ نحَرهُ =وقِماطَهُ وكفوفَهُ وهديرَهُ فاسألْهُ عن يومٍ كعشرِ مصابِها =عن لهفةٍ قَدْ أوصلتْ تقريرهُ عن سَيبِ دمعاتِ العيالِ وجوعِها .. =عن بوْحِها والمُمسِكينَ نميرَهُ يا صاحِ فاسألْ عن خيامِ نسائِهِ =عن ثوبِها الجمريِّ ألهبَ غيرَهُ واسألْهُ عَنْ نغمٍ تهشَّمَ غُرْبةً =أجراسُهُ قَدْ ضيَّعتْ تدبيرَهُ الموتُ مرتعِشٌ يُدلِّي السيفَ في =أرضِ الطفوفِ إلى الخشوعِ – نحورَهُ والفاطماتُ اللاتي خضَّبْنَ الهوى =بندى النجيعِ ولن هناكَ – تُعيرَهُ فالدَّمعُ يوخزُ روحَهنَّ لندبِهِ =باتَ البكاءُ كبيرَهُ وصغيرَهُ ها غلَّفَ الدُّنيا بآدمِ أصلِهِ =فرأى الوجودَ مدارَهُ وجذورَهُ قدْ عاشَرَ الألمَ الملفَّح بالفدا =واختطَّ مِنْهُ نهرَهُ ونهِيرَهُ حتَّى أفاضَ اسمُ الحُسينِ بقاءَهُ =وأقامَ عِنْدَ الْعَالَمِينَ حضورَهْ فبكتهُ ورقاءُ الحياةِ وإنّما =تَخِذَتْهُ عاشوراءَها ونذورَهْ آهٍ حسينٌ أيُّ عاشورا أرى =والإنكسارُ هناكَ ينفخُ صُورَهُ وقيامةٌ رُجَّتْ وزُلزِلَ وقعُها =قَدْ أنزلتْ فينا الضّنى ودهورَهُ الرأسُ فوقَ الرمحِ يتلو كهفَهُ =ورقيمُهُ الموجوعُ يتلو نورَهُ والضعنُ يغرقُ في اكتشافِ جراحِهِ =واليُتمُ قد ألقى عَلَيْهِ نفيرَهُ ما أطولَ الزفراتِ حينَ يشدُّها ال=سّجادُ والدُّنيا تشدُّ مسيرَهُ والمتعَبونَ هنا .. هناكَ يلفُّهُم =مِنْ ضوئهِ مدٌّ أهالَ ضميرَهُ وأنا نبوءةُ حزنهِ بمحاجري =ها قد أتَتْ بشِكايتي لتزورَهُ دمعي طواحينُ السّلامِ وماؤهُ =وقصائدي العَطشى تؤمُّ بحورَهُ