على نَميرِ الطفوفِ
سنة 2014
خُذْ مِنَ المهجةِ عامٍا بعدَ عام = ليلةَ القدرِ وعاشورا الحرام
وانثًرِ اللوعةَ عنقودًا كمَا = أثمرَ الحزنُ أسىً بينَ الكلام
مأتمٌ في لجّةِ الطفِّ لهُ = وجعُ الآهاتِ في جفنِ الكرام
لم يزلْ طودُ الحقيقاتِ التي = كشفَتْ معنى انتماءاتِ السلام
دمعةٌ خالدةٌ لا تنتهي = أبدًا بالقلبِ عامَا بعدَ عام
عُجِنَتْ بالدمعِ مُذْ كانَ الهوى = في الحسينِ السبطِ قلبًا مستهام
واشتعِلْ وجدٍا حنينٍا وارتشِفْ = جمرةَ الطفِّ بأعماقِ الأنام
نقشتني ليلةُ الحزنِ التي = نقشَتْ زينبَ ما بينَ الخيام
سلبَتْ روحي وأطفالٌ لها = بالحشا مُزِّقَ وجهُ الإبتسام
وحسينٌ كيفما ناديتَهُ = آلَمَ القلبَ وأوهى للعظام
لم يزلْ في مهجتي نعشٌ له = طافَ في قلبي ولبّى بانسجام
يمِّمُوا أنفاسَكم نحوَ الهدى = واحرمُوا شطرَ مآسيهِ العظام
ذا حسينٌ أنا في أسمالِهِ = رئةٌ صلّى بها جرحُ الغَمام
وحسينٌ قمّةُ الكونِ التي = بنجيعٍ خطَّ بالموتِ السلام
فأضِئْ مصباحَهُ في شفتي = إيهِ يا جرحُ كما صلّى وصام
فأنا طفلٌ لهُ بينَ العدا = فطمَ الموتُ أمانيهِ فقام
يا شموعَ الحزنِ مِنْ أضلاعِنا = كلُّ جرحٍ غائرٍ صارَ غلام
يشتهي يفديكَ روحًا مثلما = ذابَ في أوجاعِنا الطفُّ وحام
كلُّنا "القاسمُ" في مشيتِهِ = حاملاً روحَهُ في حبِّ الإمام
خُذْ مِنَ الحبِّ فما يكفي هنا = يا حسينًا يا وحيدًا لا يضام
كلُّنا في فمِهِ أرواحُنا = لبِسَتْ أكفانَها حدَّ الهُيَام
كبُرَ الناسُ ولم تكبُرْ بِهِمْ = مهجةُ الطفِّ وعاشورا الحرام
لم يزلْ في الأرضِ غيبٌ ولنا = في عزاءِ الآلِ أسرارٌ جسام
دمعةٌ للهِ لا نبرحُها = كربلائيونَ لا نخشى الظلام
يا حسينًا كلَّما ردّدتُها = لا أرى في "وا حسيناهُ" ختام
ها هو الطفُّ على طولِ المدى = يشرحُ المعنى فتحياهُ الكرام
كلّما غيَّبَهُ البُعْدُ أتَى = مِنْ جديدٍ فعَلَى الطفِّ السلام