خُذْ مِنَ المهجةِ عامٍا بعدَ عام = ليلةَ القدرِ وعاشورا الحرام وانثًرِ اللوعةَ عنقودًا كمَا = أثمرَ الحزنُ أسىً بينَ الكلام مأتمٌ في لجّةِ الطفِّ لهُ = وجعُ الآهاتِ في جفنِ الكرام لم يزلْ طودُ الحقيقاتِ التي = كشفَتْ معنى انتماءاتِ السلام دمعةٌ خالدةٌ لا تنتهي = أبدًا بالقلبِ عامَا بعدَ عام عُجِنَتْ بالدمعِ مُذْ كانَ الهوى = في الحسينِ السبطِ قلبًا مستهام واشتعِلْ وجدٍا حنينٍا وارتشِفْ = جمرةَ الطفِّ بأعماقِ الأنام نقشتني ليلةُ الحزنِ التي = نقشَتْ زينبَ ما بينَ الخيام سلبَتْ روحي وأطفالٌ لها = بالحشا مُزِّقَ وجهُ الإبتسام وحسينٌ كيفما ناديتَهُ = آلَمَ القلبَ وأوهى للعظام لم يزلْ في مهجتي نعشٌ له = طافَ في قلبي ولبّى بانسجام يمِّمُوا أنفاسَكم نحوَ الهدى = واحرمُوا شطرَ مآسيهِ العظام ذا حسينٌ أنا في أسمالِهِ = رئةٌ صلّى بها جرحُ الغَمام وحسينٌ قمّةُ الكونِ التي = بنجيعٍ خطَّ بالموتِ السلام فأضِئْ مصباحَهُ في شفتي = إيهِ يا جرحُ كما صلّى وصام فأنا طفلٌ لهُ بينَ العدا = فطمَ الموتُ أمانيهِ فقام يا شموعَ الحزنِ مِنْ أضلاعِنا = كلُّ جرحٍ غائرٍ صارَ غلام يشتهي يفديكَ روحًا مثلما = ذابَ في أوجاعِنا الطفُّ وحام كلُّنا "القاسمُ" في مشيتِهِ = حاملاً روحَهُ في حبِّ الإمام خُذْ مِنَ الحبِّ فما يكفي هنا = يا حسينًا يا وحيدًا لا يضام كلُّنا في فمِهِ أرواحُنا = لبِسَتْ أكفانَها حدَّ الهُيَام كبُرَ الناسُ ولم تكبُرْ بِهِمْ = مهجةُ الطفِّ وعاشورا الحرام لم يزلْ في الأرضِ غيبٌ ولنا = في عزاءِ الآلِ أسرارٌ جسام دمعةٌ للهِ لا نبرحُها = كربلائيونَ لا نخشى الظلام يا حسينًا كلَّما ردّدتُها = لا أرى في "وا حسيناهُ" ختام ها هو الطفُّ على طولِ المدى = يشرحُ المعنى فتحياهُ الكرام كلّما غيَّبَهُ البُعْدُ أتَى = مِنْ جديدٍ فعَلَى الطفِّ السلام