دلّــى الـحـسينُ دمــوعَ الـحـبِّ ،
فـانـسَكَبا (ركـبُ الـندى) (1) ، حاملاً من وجهِهِ
سُحُبا
قــبـائـلُ الــمــاءِ تــجــري فـــي
شـمـائِـلِهِ أنّــــى يــسِـرْ فـالـسّـما تـتـبَـعْ لـــهُ
سـبـبـا
الــعـطـرُ مِـــنْ خــطـوِهِ يـسـتـافُ
أغـنـيـةً لـلـزهرِ ، والـشـمسُ تــذرو حـولَـهُ
الـذَهَـبا
والــدربُ : قـلـبٌ يـمـوجُ الآنَ فـي يـدِهِ
ال {بـيـضاءَ مــن غـيـرِ ســوءٍ} عـاشقاً
طَـرِبا
سِــفْـرُ الـحـيـاةِ ، الــرواسـي أوّبــتْ
مـعَـهُ والـطـيـرُ مـــن كــلِّ غـصـنٍ شـاعـرًا
نَـدَبـا
غـنّـى لــه (الـتـينُ والـزيتونُ) والـقصبُ
ال حــزيــنُ لــحـنًـا فــراتـيَّ الــهـوى ،
عَــذِبـا
جــــاءَ الــعــراقَ عــلــيٌّ آخــــرٌ ،
فـسـمـا عــلـى الـبـقـاعِ وأضــحـى لـلـسّـما
قُـطُـبـا
حــلْــمُ الــبــلادِ تــمــرأى بـالـشـعـاعِ ،
ورا حَ يـغـسـلُ الــضـوءُ ، عــزمَ الأمّــةِ
الـتَـعِبا
{كُنْ} أوّلَ الفتحِ ؛ قالَ السبطُ ؛ فامتثلَ ال سـفـيـرُ ، والــطـفُّ فـــي آلامِــهـا
عَـشُـبـا
الـثـائرُ / الـناصرُ / الـمبعوثُ / و الـثقةُ /
ال غــريـبُ / والـمـثـلُ الأعــلـى الـــذي
وَهَـبـا
فــي كـوفـةِ الـرعـبِ مــدَّ الـمـوتُ
أذرعـةً كـالإخـطـبـوطِ ، عــلــى أحــلامِـهـم
وَثَــبــا
والـفـقرُ يـنـهشُ مـثـلَ الـذئـبِ فــي
دمِـهِم لـلـجَـورِ كــانـتْ خــطـى خـذلانِـهـم
حَـطَـبا
مُـسـتـضـعفونَ ؛ وقَـــدْ قــامَـتْ
قـيـامـتُهم بــيــنَ الأزقّــــةِ مــــوجٌ يـصـطـلي
غَـضَـبـا
لا ذلَّ ، لا حُـــكـــمَ إلا لـلـحـسـيـنِ :
بـــــهِ آمــالُـنـا ... ، لا نُــريــدُ الــيــومَ
مُـغـتَـصِـبا
جـــنـــدٌ مُــجــنّــدةٌ أرواحُـــنــا ،
وفـــــدىً لــلــديـنِ كـــــلُّ دمٍ غـــــالٍ ، إذا
طَــلَــبـا
طـــارَتْ رسـائـلُـهُم – والـشـوقُ أجـنـحةٌ
– نــحـوَ الـمُـخَـلِّصِ تُــبـدي الــويـلَ
والـحَـرَبا
لـكـنَّـهـا أضــمــرتْ غــــدراً ، فــجـاءَ
لَــهـا ربُّ الـــمــروءةِ يُــخــفـي حــتــفُـهُ
قُــبَـبـا
الــنــزفُ سُــلَّـمُـهُ نــحـوَ الـخـلـودِ ،
فــمـا أحــلـى الـمـواقـفِ لـــو حـــرٌّ بــهـا
صُـلِـبا
الــمــوعـدُ الــحــقُّ لا أشــــراطَ
تـسـبـقُـهُ غـيـرُ الـوفـاءِ ، الـذي قـد صـارَ مـحضَ
هَـبا
الــجَــنّـةُ انــفـتـحـتْ لـلـبـاذلـيـنَ ،
فـــلــم يـصـمـدْ فـــؤادٌ ، ولـــم يــخـرقْ دمٌ
حُـجُـبا
الــصـمـتُ مــئـذنـةٌ لـلـريـحِ ، والـقـمـرُ
ال حـبـيـبُ فـــي حـيـرةٍ ، نـحـوَ الأفــولِ
خَـبـا
يـمـشـي وحــيـداً ، وجَـفـنُ الـلـيلِ
يـحـملُهُ فــراشـةً ، والــمـدى أحــنـى لـــهُ
الـهُـدُبـا
لا واثــبـيـنَ ، جــحـيـمُ الــخــوفِ
مُـطـبِـقةٌ عـلـى الـنـفوسِ ، خــلا وعـديـنِ مـا كَـذَبا
:
(الـنـجـمـةُ (2) الـتـنـتهي لـلـمـنتهى
نَـسَـبـا والـنـخلةُ (3) الأثـمرتْ حـلوَ الـدما :
رُطَـبا)
الـسـاعـةُ اقـتـربَـتْ ، آنَ الـعـروجُ إلــى
ال فــــردوسِ بــالــوَرْدِ والأحــــلامِ
مُـخْـتَـضِبا
حـانَ الـرحيلُ ، يـقولُ الـظامئُ ،
انـفرطتْ أولــى الـمـجرّاتِ طـفًّـا ... عـنـدما سَـرَبا
:
نـحـرُ الـسفيرِ ؛ ودمـعُ الـسبطِ ،
واشـتعلتْ لآلـــئُ الـغـيـبِ حــتّـى اسّـاقـطـتْ
شُـهُـبـا