دلّى الحسينُ دموعَ الحبِّ ، فانسَكَبا=(ركبُ الندى) (1) ، حاملاً من وجهِهِ سُحُبا قبائلُ الماءِ تجري في شمائِلِهِ=أنّى يسِرْ فالسّما تتبَعْ لهُ سببا العطرُ مِنْ خطوِهِ يستافُ أغنيةً=للزهرِ ، والشمسُ تذرو حولَهُ الذَهَبا والدربُ : قلبٌ يموجُ الآنَ في يدِهِ ال ={بيضاءَ من غيرِ سوءٍ} عاشقاً طَرِبا سِفْرُ الحياةِ ، الرواسي أوّبتْ معَهُ=والطيرُ من كلِّ غصنٍ شاعرًا نَدَبا غنّى له (التينُ والزيتونُ) والقصبُ ال=حزينُ لحنًا فراتيَّ الهوى ، عَذِبا جاءَ العراقَ عليٌّ آخرٌ ، فسما=على البقاعِ وأضحى للسّما قُطُبا حلْمُ البلادِ تمرأى بالشعاعِ ، ورا=حَ يغسلُ الضوءُ ، عزمَ الأمّةِ التَعِبا {كُنْ} أوّلَ الفتحِ ؛ قالَ السبطُ ؛ فامتثلَ ال=سفيرُ ، والطفُّ في آلامِها عَشُبا الثائرُ / الناصرُ / المبعوثُ / و الثقةُ / ال=غريبُ / والمثلُ الأعلى الذي وَهَبا *** في كوفةِ الرعبِ مدَّ الموتُ أذرعةً=كالإخطبوطِ ، على أحلامِهم وَثَبا والفقرُ ينهشُ مثلَ الذئبِ في دمِهِم=للجَورِ كانتْ خطى خذلانِهم حَطَبا مُستضعفونَ ؛ وقَدْ قامَتْ قيامتُهم=بينَ الأزقّةِ موجٌ يصطلي غَضَبا لا ذلَّ ، لا حُكمَ إلا للحسينِ : بهِ=آمالُنا ... ، لا نُريدُ اليومَ مُغتَصِبا جندٌ مُجنّدةٌ أرواحُنا ، وفدىً =للدينِ كلُّ دمٍ غالٍ ، إذا طَلَبا طارَتْ رسائلُهُم – والشوقُ أجنحةٌ – =نحوَ المُخَلِّصِ تُبدي الويلَ والحَرَبا لكنَّها أضمرتْ غدراً ، فجاءَ لَها=ربُّ المروءةِ يُخفي حتفُهُ قُبَبا النزفُ سُلَّمُهُ نحوَ الخلودِ ، فما=أحلى المواقفِ لو حرٌّ بها صُلِبا *** الموعدُ الحقُّ لا أشراطَ تسبقُهُ=غيرُ الوفاءِ ، الذي قد صارَ محضَ هَبا الجَنّةُ انفتحتْ للباذلينَ ، فلم=يصمدْ فؤادٌ ، ولم يخرقْ دمٌ حُجُبا الصمتُ مئذنةٌ للريحِ ، والقمرُ ال=حبيبُ في حيرةٍ ، نحوَ الأفولِ خَبا يمشي وحيداً ، وجَفنُ الليلِ يحملُهُ=فراشةً ، والمدى أحنى لهُ الهُدُبا لا واثبينَ ، جحيمُ الخوفِ مُطبِقةٌ=على النفوسِ ، خلا وعدينِ ما كَذَبا : (النجمةُ (2) التنتهي للمنتهى نَسَبا=والنخلةُ (3) الأثمرتْ حلوَ الدما : رُطَبا) *** الساعةُ اقتربَتْ ، آنَ العروجُ إلى ال=فردوسِ بالوَرْدِ والأحلامِ مُخْتَضِبا حانَ الرحيلُ ، يقولُ الظامئُ ، انفرطتْ=أولى المجرّاتِ طفًّا ... عندما سَرَبا : نحرُ السفيرِ ؛ ودمعُ السبطِ ، واشتعلتْ=لآلئُ الغيبِ حتّى اسّاقطتْ شُهُبا

Testing
عرض القصيدة