ما تيسَّرَ من سورةِ كربلاءَ
سنة 2014
ما غابَ ( طفُّكَ ) ، فالحقيقةٌ منبرُ=وعلى جراحِكَ تستفيقُ الأعصرُ
في ( كربلائِكَ ) لن تموتَ حكايةً=صدرٌ رواها – للزمانِ – ومنحَرُ
خذْ يا حسينُ منَ الدموعِ إباءَها=لغةُ الدموعِ من المدافعِ أكبرُ
فالدمعُ وعيٌ ، والأنينُ تعقلٌ=إنْ ثارَ حتى يستغيثَ المنكرُ
تتقدَّمُ الدُنيا ، وجرحُكَ ماثلٌ=إنَّ الذينَ تجاهلُوكَ تأخّروا
إنَّ الذينَ توهّموكَ مؤدلجًا=ما استوعبوا أنَّ (الحسينَ) تحضّرُ
منْ فصَّلوا الذكرى على أهوائِهمْ=قدْ فاتهُمْ أنَّ (الحسينَ) تطوُّرُ
ما لمْ يقلْهُ الوقتُ أنّكَ مشعلٌ=وبدمعةٍ جوفاءَ ليسَ تؤطَّرُ
هل مثلُ جرحِكَ عِمَّةٌ يا سيّدي=وعليكَ – من فرْطِ الإباءِ – تُكَوَّرُ
ما ثَمَّ أبلغُ منْ دماءٍ لمْ تزَلْ=تحكِي – عن المجدِ العظيمِ – وتُخبِرُ
إنَّ البلاغةَ أنْ تكونَ على الثّرى=ويقولُ قولَ الحقِ منكَ الخنصرُ
علّمْتَنا في اللطفِ يا بنَ المرتضى=كيفَ الحقيقةُ بالدماءِ تُصوَّرُ
إنّي قرأتُكَ ، للحياةِ رسالةً=وإلى ضفافِ الحبِّ أنتَ المعبرُ
لا أدّعي في العشقِ أنكَ ظامئٌ=بلْ أنّكَ الساقي ، وطفُّكَ كوثرُ
إنْ سيّجوا الأحلامَ ، عُدْتَ بكربلا=فهناكَ أحلامُ السلامِ تُحرَّرُ
( كفٌّ ) هناكَ على الفراتِ بزعمِهِمْ=قُطِعَتْ ، فسالَتْ للعطايا أنهُرُ
و(القاسمُ) اكتمَلَتْ ملامحُ عطرِهِ=لمّا هوَى ، فإذا الترابُ معطَّرُ
وإذا الوجودُ الحرُّ أعوَزَهُ السّنا=سيزفُّ ضَوْءًا – للفداءِ – ( الأكبرُ )
وعلى ( الرضيعِ ) منَ البراءةِ هالةٌ=أخفى محاسنَها النجيعُ الأحمرُ
وهناكَ ( زينبُ ) تستعيدُكَ ثورةً=خَلُدَتْ ، وكلُّ الثائرينَ تغيّروا
لمْ أنسَ ( زينبَ ) صرخةً مزهوّةً=بالرفضِ ، وهيَ حزينةٌ تتصبَّرُ
فالصبرُ إشراقُ النفوسِ إذا اصطَفَت= أبداً صلاةَ الليلِ ، لمّا تسهَرُ
حولَ الخيامِ تصوغُ منْ ترتيلِها=حَرَسًا بها – تلكَ الخيامُ – تُسَوّرُ
تلكَ الخيامُ توهّجَتْ بنحيبِها=فإذا المجرّةُ – قيدَ آهٍ – تُزهِرُ
عنْ سرِّها الوهاجِ نسألُ كربلا :=بالنورِ أمْ بالنارِ كانت تسعرُ ؟!