ما غابَ ( طفُّكَ ) ، فالحقيقةٌ منبرُ=وعلى جراحِكَ تستفيقُ الأعصرُ في ( كربلائِكَ ) لن تموتَ حكايةً=صدرٌ رواها – للزمانِ – ومنحَرُ خذْ يا حسينُ منَ الدموعِ إباءَها=لغةُ الدموعِ من المدافعِ أكبرُ فالدمعُ وعيٌ ، والأنينُ تعقلٌ=إنْ ثارَ حتى يستغيثَ المنكرُ تتقدَّمُ الدُنيا ، وجرحُكَ ماثلٌ=إنَّ الذينَ تجاهلُوكَ تأخّروا إنَّ الذينَ توهّموكَ مؤدلجًا=ما استوعبوا أنَّ (الحسينَ) تحضّرُ منْ فصَّلوا الذكرى على أهوائِهمْ=قدْ فاتهُمْ أنَّ (الحسينَ) تطوُّرُ ما لمْ يقلْهُ الوقتُ أنّكَ مشعلٌ=وبدمعةٍ جوفاءَ ليسَ تؤطَّرُ هل مثلُ جرحِكَ عِمَّةٌ يا سيّدي=وعليكَ – من فرْطِ الإباءِ – تُكَوَّرُ ما ثَمَّ أبلغُ منْ دماءٍ لمْ تزَلْ=تحكِي – عن المجدِ العظيمِ – وتُخبِرُ إنَّ البلاغةَ أنْ تكونَ على الثّرى=ويقولُ قولَ الحقِ منكَ الخنصرُ علّمْتَنا في اللطفِ يا بنَ المرتضى=كيفَ الحقيقةُ بالدماءِ تُصوَّرُ إنّي قرأتُكَ ، للحياةِ رسالةً=وإلى ضفافِ الحبِّ أنتَ المعبرُ لا أدّعي في العشقِ أنكَ ظامئٌ=بلْ أنّكَ الساقي ، وطفُّكَ كوثرُ إنْ سيّجوا الأحلامَ ، عُدْتَ بكربلا=فهناكَ أحلامُ السلامِ تُحرَّرُ ( كفٌّ ) هناكَ على الفراتِ بزعمِهِمْ=قُطِعَتْ ، فسالَتْ للعطايا أنهُرُ و(القاسمُ) اكتمَلَتْ ملامحُ عطرِهِ=لمّا هوَى ، فإذا الترابُ معطَّرُ وإذا الوجودُ الحرُّ أعوَزَهُ السّنا=سيزفُّ ضَوْءًا – للفداءِ – ( الأكبرُ ) وعلى ( الرضيعِ ) منَ البراءةِ هالةٌ=أخفى محاسنَها النجيعُ الأحمرُ وهناكَ ( زينبُ ) تستعيدُكَ ثورةً=خَلُدَتْ ، وكلُّ الثائرينَ تغيّروا لمْ أنسَ ( زينبَ ) صرخةً مزهوّةً=بالرفضِ ، وهيَ حزينةٌ تتصبَّرُ فالصبرُ إشراقُ النفوسِ إذا اصطَفَت= أبداً صلاةَ الليلِ ، لمّا تسهَرُ حولَ الخيامِ تصوغُ منْ ترتيلِها=حَرَسًا بها – تلكَ الخيامُ – تُسَوّرُ تلكَ الخيامُ توهّجَتْ بنحيبِها=فإذا المجرّةُ – قيدَ آهٍ – تُزهِرُ عنْ سرِّها الوهاجِ نسألُ كربلا :=بالنورِ أمْ بالنارِ كانت تسعرُ ؟!